التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ} (62)

قوله تعالى{ ولقد علمتم النشأة الأولى }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله{ النشأة الأولى } قال : إذ لم تكونوا شيئا .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ ولقد علمتم النشأة الأولى } يعني : خلق آدم لست سائلا أحدا من الخلق إلا أنبأك أن الله خلق آدم من طين .

قال ابن كثير : أي قد علمتم أن الله أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا ، فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة وهي البداءة قادر على النشأة الأخرى ، وهي الإعادة بطريق الأولى والأحرى ، كما قال { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } وقال{ أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا } وقال { أو لم ير الإنسان إنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } .