فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ} (62)

{ ولقد علمتم النشأة الأولى } وهي ابتداء الخلق من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ولم تكونوا قبل ذلك شيئا ، أو الترابية لأبيكم آدم ، واللحمية لأمكم حواء ، والنطفية لكم ، وكل منها تحويل من شيء إلى غيره ، وقال قتادة والضحاك : يعني خلق آدم من تراب { فلولا تذكرون } أي فهلا تذكرون قدرة الله سبحانه على النشأة الأخرى وتقيسونها على النشأة الأولى ؟ فإن من قدر على الأولى يقدر على الثانية ، فإنها أقل كلفة من الأولى في العادة ، قرأ الجمهور النشأة بالقصر وقرئ بالمد ، وقد مضى تفسير هذا في سورة العنكبوت ، وفيه دليل على صحة القياس حيث جهلهم في ترك قياس النشأة الأخرى على الأولى .