تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ} (62)

الآية 62 وقوله تعالى : { ولقد علمتم النشأة الأولى } فهو على ما ذكرنا أنكم لما عرفتم أنه هو الذي أنشأكم النشأة الأولى لا عن أصل سبق لا يحتمل أن يعجز عن النشأة الآخرة لأنها مثل الأولى في زعمكم أسهل وأهون .

وقوله تعالى : { فلولا تذكّرون } يخرّج على ما ذكرنا : هل تذكرون وحدانيته/546- ب/ وربوبيته ؟ أو هلا تذكرون أنه قادر على البعث ؟ أو ألا تذكرون أنه ، هو المستوجب لشكر ما أنعم عليكم ؟ أو هلا تذكرون نعمه وإحسانه ؟ ومن الناس من قال : النشأة الأولى ههنا نشأة آدم عليه السلام وخلقه ، أي علمتم نشأته لا من أصل ولا احتذاء لغير . فمن قدر على ذلك فهو على النشأة الأخرى قادر ، وعلى تقدير وهمكم أقدر ، والله الموفق .