نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (56)

ولما تقرر أنه لا شيء خارج عن ملكه ، وأنه تام القدرة لأنه لا منجي من عذابه ، شامل العلم لقضائه بالعدل ، صادق الوعد لأنه لا حامل{[38106]} له على غيره ، وثبت تفرده بأنه يحي ويميت ؛ ثبت أنه قادر على الإعادة كما قدر على الابتداء ، فثبت أنه لايكون الرد إلا إليه فنبه على ذلك بقوله : { هو } أي وحده { يحيي } أي كما أنتم به مقرون { ويميت } كما أنتم له مشاهدون { وإليه } أي لا إلى غيره { ترجعون* } لأنه وعد بذلك في قوله :{ إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً } [ يونس : 4 ] وفي قوله :{ فإلينا مرجعهم } [ يونس : 46 ] وفي قوله{ إي و{[38107]} ربي إنه لحق }[ يونس : 53 ] وغير ذلك ولا مانع له{[38108]} منه ؛ والحياة معنى يوجب{[38109]} صحة العلم والقدرة ويضاد{[38110]} الموت ، وهو يحل سائر أجزاء الحيوان فيكون بجميعه حياً واحداً ، والحي هو الذي يصح أن يكون قادراً ، والقادر هو الذي يصح أن يذم ويحمد بما فعل ، والموت معنى يضاد الحياة على البنية الحيوانية ، وليس كذلك الجمادية .


[38106]:في ظ: عامل.
[38107]:من ظ والقرآن الكريم سورة 10 آية 55.
[38108]:سقط من ظ.
[38109]:من ظ، وفي الأصل: توجب.
[38110]:زيد من ظ.