نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (62)

ولما تقدم أنه سبحانه شامل العلم ، وعلم - من وضع الأحوال ما لا يتسع ومن لا تسع مجرد أسمائهم الأرض في كتاب مبين أي مهما كشف منه وجد من غير خفاء ولا احتياج إلى تفتيش - أنه كامل القدرة بعد أن تقدم أنهم فريقان : صادق في أمره ، ومفتر{[38169]} عليه ، وأنه متفضل على الناس بعدم المعاجلة والتأخير إلى القيامة ، وخوّف المفتري عواقب أمره عاجلاً وآجلاً ، ورجىّ المطيع ، كان موضع أن يقال : ليت شعري ماذا يكون تفصيل حال الفريقين في الدارين على الجزم ؟ فأجيب بأن الأولياء فائزون والأعداء هالكون ليشمر كل مطيع عن ساعد{[38170]} جده ويبذل غاية جهده في لحاق المخلصين وتحامي جانب المفترين بقوله تعالى مؤكداً لاعتقادهم أنهم يهلكون حزب الله وإنكارهم غاية الإنكار أن يفوتوهم : { ألا إن أولياء الله } أي الذين يتولون بالطاعة من لا شيء أعز منه ولا أعظم ويتولاهم{[38171]} { لا خوف } أي ثابت عال { عليهم } أي من شيء يستقبلهم { ولا هم } أي بضمائرهم { يحزنون } أي يتجدد لهم حزن على فائت لأن قلوبهم معلقة بالله سبحانه فلا يؤثر فيهم{[38172]} لذلك{[38173]} خوف ولا حزن أثراً يقطع قلوبهم كما يعرض لغيرهم ،


[38169]:في ظ: مفتري.
[38170]:في ظ: ساق.
[38171]:زيد من ظ.
[38172]:من ظ، وفي الأصل: لهم.
[38173]:سقط من ظ.