ولما بين ما أوصلهم{[63484]} إليه نسيان الذكر من الخسار ، بين أنه أوقعهم في العداوة ، فقال معللاً الخسار {[63485]}والنسيان والتحزب{[63486]} ، وأكد تكذيباً{[63487]} لحالفهم على نفي ذلك مظهراً{[63488]} موضع الإضمار للتنبيه على الوصف الموقع في الهلاك :{ إن الذين يحادون } ولعل الإدغام لسترهم ذلك بالأيمان ، ويفهم منه الحكم على{[63489]} من جاهر بطريق الأولى { الله } أي يفعلون مع الملك الأعظم الذي لا كفوء له فعل من ينازع آخر في أرض فيغلب على طائفة منها{[63490]} فيجعل لها حداً لا يتعداه خصمه { ورسوله } الذي عظمته من عظتمه .
ولما كانوا لا يفعلون ذلك إلا لكثرة أعوانهم{[63491]} وأتباعهم ، فيظن من رآهم أنهم الأعزاء الذين لا أحد{[63492]} أعز منهم ، قال تعالى نفياً لهذا الغرور الظاهر :{ أولئك } أي الأباعد الأسافل { في الأذلين * } أي{[63493]} الذين يعرفون أنهم أذل{[63494]} الخلق بحيث يوصف كل منهم بأنه{[63495]} الأذل مطلقاً من غير مفضل عليه ليعم{[63496]} كل من{[63497]} يمكن منه ذل ، وذلك في الدنيا والآخرة سواء كانوا فارس والروم أو أعظم منهم سواء كانوا ملوكاً كفرة كانوا أو فسقة ، كما قال الحسن : إن للمعصية في قلوبهم لذلاً ، وإن طقطقت بهم اللجم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.