ولما أنزلهم بالحضيض الأسفل ، علل ذلك بما يدل على{[63498]} أنه{[63499]} سبحانه لا شريك له بإتمام كلماته بنصر أوليائه على ضعفهم وخذلان أعدائه على قوتهم لأنه سبحانه غيب{[63500]} محض لا دلالة{[63501]} عليه إلا بأفعاله فقال :{ كتب }أي فعل فعل من أبرم أمراً{[63502]} ففرغ منه وكتبه فأوجب وحتم وقضى وبت { الله } أي الملك{[63503]} الذي لا كفوء له{ لأغلبنَّ }{[63504]} أكد لما لهم{[63505]} من ظن الغلب بالكثرة والقوة { أنا ورسلي } أي بقوة الجدال وشدة الجلاد ، فهو صادق بالنسبة إلى من بعث بالحرب ، وإلى من بعث بالحجة ، وعلل هذا القهر بقوله مؤكداً لأن أفعالهم {[63506]}مع أوليائه{[63507]} أفعال من يظن ضعفه ، { إن الله } أي{[63508]} الذي له الأمر كله { قوي } فهو يفيض من{[63509]} باطن قوته من يظهر به ظاهر قدرة أوليائه ، فإن القوي من له استقلال باطن بما يحمله القائم في الأمر ولو ضوعف عليه ما عسى أن يضاعف وحمايته مما يتطرق إلى الإجلال بشدة وبطش منبعث عن ذلك الاستقلال الباطن ، وما ظهر من أثر ذلك فهو قدرة ، فلا اقتدار يظهر من الخلق إلا بالاستناد إلى القوة بالله ، ولا قيام بالحقيقة لباطن إلا بالله الذي بيده ملكوت كل شيء ، فلذلك كان بالحقيقة لا قوي إلا هو .
ولما كان القوي {[63510]}من المخلوقات{[63511]} قد يكون غيره{[63512]} أقوى من غيره{[63513]} ولو في وقت ، نفى{[63514]} ذلك{[63515]} بقوله :{ عزيز * } أي غالب غلبة لا يجد معها المغلوب نوع مدافعة وانفلات{[63516]} ، ثابت له هذا الوصف دائماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.