التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (111)

{ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( 99 ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ 1 إلى يوم يبعثون ( 100 ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون2 ( 101 ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( 102 ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( 103 ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( 104 )3 } [ 99 – 104 ] .

في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه ، ولكن هذا لن يجديه نفعا .

ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم ، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات ، ولا يكون للناس إلا أعمالهم ، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم . فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم ، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها .

وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا . والإنذار للكفار فيها رهيب ، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر .

ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة ، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة .