التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (118)

{ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ( 117 ) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين( 118 ) } [ 117-118 ] .

في الآية الأولى إنذار لكل من يدعوا مع الله إلها آخر ويشركه معه في الاتجاه والعبادة بدون برهان ، فحسابه عند ربه ولن يلقى فلاحا ، وفي الآية الثانية أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلب من الله الغفران والرحمة ، ويقرر له صفته الكمالية في الرحمة وكونه خير الراحمين .

وقد جاءت الآية الأولى كخاتمة للسياق الذي حكى فيه مواقف الكفار وأقوالهم وأنذرهم وأوعدهم . كما جاءت هي والآية الثانية خاتمة لآيات السورة . وطابع الختام المألوف في كثير من السور السابقة ظاهر عليهما أيضا . والآية الأخيرة ذات مغزى رائع في مقامها وإطلاقها .

ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن تعبير { لا برهان له به } [ 117 ] لا يمكن أن يعني أن هناك شركا قد يكون قائما على برهان وسائغا ، وإنما هو تعبير أسلوبي يتضمن نفي قيام أي برهان على ذلك أولا ، والتشديد في التنديد لأن شرك المشركين لا يستند إلى أي تعليل في آية شبهة من حق ومنطق ثانيا . وقد تكرر هذا الأسلوب كثيرا ومرت منه أمثلة عديدة .