اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (111)

ثم إنّه تعالى ذكر ما يوجب أسفهم وخسرانهم بأَنْ وصف ما جازى به أولئك فقال : { جَزَيْتُهُمُ اليوم بِمَا صبروا } .

أي : جزيتهم اليوم الجزاء الوافر .

قوله : { أَنَّهُمْ هُمُ الفائزون } قرأ الأخوان بكسر الهمزة{[33488]} ، استئنافاً{[33489]} .

والباقون بالفتح{[33490]} ، وفيه وجهان :

أظهرهما : أنَّه تعليل فيكون نصباً بإضمار الخافض أي : لأنهم هم الفائزون ، وهي موافقة للأُولى فإنّ الاستئناف يعلل به أيضاً{[33491]} .

والثاني : قاله الزمخشري ، ولم يذكر غيره ، أنه مفعول ثان ل «جَزَيْتُهُمْ » أي : بأنهم أي : فوزهم{[33492]} وعلى الأَوّل يكون المفعول الثاني محذوفاً {[33493]} .


[33488]:السبعة (448 – 449) الحجة لابن خالويه (259)، الكشف 2/131 – 132، النشر 2/329 – 330، الإتحاف 321.
[33489]:انظر الكشاف 3/57 التبيان 2/961، البحر المحيط 6/424.
[33490]:انظر البيان 2/189، التبيان 2/961 البحر المحيط 6/424.
[33491]:فهي موافقة للأولى من جهة المعنى لا من جهة الإعراب، لاضطرار المفتوحة إلى عامل.
[33492]:قال الزمخشري: (والفتح على أنه مفعول "جزيتهم" كقولك: جزيتهم فوزهم) الكشاف 3/57. وانظر أيضا: التبيان 2/961.
[33493]:تقديره: الجنة والرضوان. انظر البحر المحيط 6/423.