التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَلِلَّهِ ٱلۡحَمۡدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (36)

{ فَللهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 36 ) وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 37 ) } [ 36-37 ] .

جاءت الآيتان خاتمة للسورة ، وخاتمة لحكاية موقف الكفار وأقوالهم وإنذارهم والحملة عليهم جريا على أسلوب النظم القرآني في سور عديدة بخاصة في سلسلة الحواميم . وهي خاتمة قوية حقا ، فالله الذي أنزل آياته التي قررت ما قررت من ربوبيته الشاملة وعظمة كونه هو المستحق وحده للحمد وله وحده الكبرياء والتعالي فهو العزيز القوي الحكيم رب العالمين جميعا .

ولقد روى البغوي بطرقه في سياق الآية الأخيرة حديثا عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما أدخلته النار ) . وفي الحديث صورة من صور التعليقات النبوية على الآيات على سبيل الوعظ والتنبيه . فالكبرياء والعظمة لا يمكن أن يكونا لغير الله المستغني عن غيره الذي هو الأعظم والأكبر من كل شيء ، فمن حاول التشبه بالله فيهما انحرف عن الحق واستحق عذاب الله .