تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلِلَّهِ ٱلۡحَمۡدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (36)

الآية 36 وقوله تعالى : { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين } إن جميع ما ذُكر في القرآن من الحمد له فإنما ذُكر لأحد شيئين :

أحدهما : لما يستحق من الثناء بتعاليه على جميع معاني الخَلق وأوصافهم .

والثاني : لما يستحق من الثناء عليهم من النعم والإحسان الذي منه إليهم ، وهو ما قال : { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة : 1 ] وقال{[19250]} : { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض } [ الأنعام : 1 ] ونحو ذلك ، والله أعلم .

وأصل آخر : أنه إذا أضيفت كلّية الأشياء إلى الله تعالى ففيه وصف له بالعظمة والجلال ، وإذا أُضيفت جُزئية الأشياء وخاصّيتها{[19251]} ، فإنما فيه تعظيم تلك الخاصية المضافة إليه .

وفي قوله تعالى : { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض } إضافة كلّية الأشياء إليه والخاصية والجُزئية : فيه{[19252]} الأمران جميعا .

فإن قوله عز وجل : { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض } إضافة جزئية الأشياء إليه وخاصّيتها{[19253]} . وقوله : { رب العالمين } إضافة كلّية الأشياء إليه ، والله أعلم . وقد تقدّم ذكر الرب في غير موضع .


[19250]:في الأصل وم: و.
[19251]:في الأصل وم: وخاصيته.
[19252]:في الأصل وم: ففيه.
[19253]:في الأصل وم: وخاصيته.