الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞وَلَوۡ رَحِمۡنَٰهُمۡ وَكَشَفۡنَا مَا بِهِم مِّن ضُرّٖ لَّلَجُّواْ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (75)

قوله : { لَّلَجُّواْ } : جواب " لو " . وقد توالى فيه لامان وفيه تَضْعيفٌ لقول مَنْ قال : إنَّ جوابها إذا نفي ب " لم " ونحوِها مِمَّا صُدِّر فيه حرفُ النفي بلام ، إنه لا يجوزُ دخولُ اللامِ لو قلت : " لو قام زيدٌ لَلَمْ يقم عمروٌ " لم يَجُزْ قال : لئلاَّ يتوالَى لامان . وهذا موجودٌ في الإِيجابِ كهذهِ الآية ولم يَمْنَعْ ، وإلاَّ فما الفرقُ بين النفي والإِثباتِ في ذلك ؟

واللَّجاجُ : التَّمادِي في العِناد في تعاطي الفعلِ المزجورِ عنه . ومنه اللَّجَّة بالفتح لتردُّد الصوت كقوله :

في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ ***

ولُجَّة البحرِ لتردُّدِ أمواجه . ولُجَّةُ الليلِ لتردُّدِ ظَلامِه . واللَّجْلَجَةُ تردُّدُ الكلامِ ، وهو تكريرُ لَجَّ . ويقال : لَجَّ وأَلجَّ .