الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (59)

قوله : { كَذَلِكَ } : فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، قال الزمخشري : " يَحْتمل ثلاثةَ أوجهٍ : النصبَ على " أخْرَجْناهم مثلَ ذلك الإخراج الذي وَصَفْنا . والجرُّ على أنَّه وصفٌ ل مَقامٍ أي : ومقامٍ كريمٍ مثلِ ذلك المَقامِ الذي كان لهم . والرفعُ على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ أي : الأمر كذلك " . قال الشيخ : " فالوجهُ الأولُ لا يَسُوْغُ ؛ لأنه يَؤُوْل إلى تشبيهِ الشيءِ بنفسِه ، وكذلك الوجهُ الثاني لأنَّ/ المَقامَ الذي كان لهم هو المَقامُ الكريمُ فلا يُشَبَّهُ الشيءُ بنفسِه " قلت : وليس في ذلك تشبيهُ الشيِءِ بنفسِه ؛ لأنَّ المرادَ في الأول : أَخْرَجْناهم إخراجاً مثلَ الإِخراجِ المعروفِ المشهورِ ، وكذلك الثاني .

قوله : { وَأَوْرَثْنَاهَا } عطفٌ على " فَأَخْرَجْناهم " .