البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَجَآءَ أَهۡلُ ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (67)

الفضح والفضيحة مصدران لفضح يفضح ، إذا أتى من أمر الإنسان ما يلزمه به العار ، ويقال : فضحك الصبح ، إذا تبين للناس .

قال الشاعر :

ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا *** مثل القلامة قد قصت من الظفر

التوسم : تفعل من الوسم ، هي العلامة التي يستدل بها على مطلوب غيرها ، يقال : توسم فيه الخير إذا رأى ميسم ذلك .

وقال عبد الله بن رواحة في رسول الله صلى الله عليه وسلم :

إني توسمت فيك الخير أجمعه . . . ***والله يعلم أني ثابت البصر

وقال الشاعر :

توسمت لما أن رأيت مهابة عليه وقلت المرء من آل هاشم

واتسم الرجل جعل لنفسه علامة يعرف بها ، وتوسم الرجل طلب كلاء الوسمي .

وقال ثعلب : الواسم الناظر إليك من فرقك إلى قدمك .

وأصل التوسم التثبت والتفكر ، مأخوذ من الوسم وهو التأثير بحديدة في جلد البعير أو غيره .

{ وجاء أهل المدينة يستبشرون . قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون .

واتقوا الله ولا تخزون . قالوا أولم ننهك عن العالمين . قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين . لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون . فأخذتهم الصيحة مشرقين . فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل . إن في ذلك لآيات للمتوسمين . وإنها لبسبيل مقيم . إن في ذلك لآية للمؤمنين }

استبشارهم : فرحهم بالأضياف الذين وردوا على لوط عليه السلام .