البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٖ} (17)

{ وما ذلك } : أي إذهابكم ، والإتيان بخلق جديد { بعزيز } ، أي بممتنع عليه ، إذ هو المتصف بالقدرة التامة ، فلا يمتنع عليه شيء مما يريده .

ومعنى : { بخلق جديد } : بدلكم لقوله : { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم } وعن ابن عباس : يخلق بعدكم من يعبده ، لا يشرك به شيئاً .

وقد جاء هذا المعنى من ذكر الإذهاب بعد وصفه تعالى بالغني في قوله تعالى : { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء } وجاء أيضاً تعليق الإذهاب مختوماً آخر الآية بذكر القدرة الدالة على ذلك في قوله : { إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديراً }