اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٖ} (17)

{ وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ } أي الإذهاب والإتيان . واعلم أن لفظة «العزيز » استعمله الله تارة في القائم بنفسه فقال في حق نفسه : { وَكَانَ الله قَوِيّاً عَزِيزاً } [ الأحزاب : 25 ] وقال في هذه السورة : «عَزِيزٌ غَفُورٌ » واستعمله تارة في القائم بغيره فقال : { وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ } وقال : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } [ التوبة : 128 ] فهل هما بمعنى واحد أو بمعنيين ؟ فنقول : العزيز في اللغة هو الغالب والفعل{[45195]} إذا كان لا يطيقه شخصٌ يقال{[45196]} : هو مغلوب بالنسبة إلى ذلك الفعل فقوله{[45197]} : «وما ذلك على الله بعزيز » أي ذلك الفِعل لا يغلبه بل هو هَيِّنٌ على الله وقوله :

{ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } [ التوبة : 128 ] أي يحزنه ويؤذيه كالشُّغْل ( الشَّاغِل ) الغَالِبِ{[45198]} .


[45195]:في (ب): والعقل وهو تحريف .
[45196]:في ((ب)): فقال تحريف .
[45197]:في (ب): بقوله تحريف .
[45198]:وانظر الرازي 26/14 .