أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

شرح الكلمات :

{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } : أي أهل مكة من كفار قريش ، والآيات آيات القرآن والبينات الواضحات .

{ قال الذين كفروا للحق لما جاءهم } : أي من كفار قريش للحق أي القرآن لما قرأه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{ هذا سحر مبين } : أي قالوا في القرآن سحر مبين أي ظاهر لما رأوا من تأثيره على النفوس .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في دعوة العرب عامة وقريش خاصة إلى الإيمان والتوحيد فإذا قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن دعوة لهم إلى الإِيمان والتوحيد قالوا ردّاًَ عليه ما أخبر به تعالى في قوله { وإذا تتلى عليهم } أي على كفار قريش { آياتنا بيّناتٍ } أي ظاهرات الدلالة واضحات المعاني { قال الذين كفروا } بالله وبرسوله ولقائه وتوحيده قالوا { للحق } وهو القرآن { لما جاءهم هذا سحر مبين } .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

قوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين } يسمون القرآن سحراً .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

ولما بين أنهم {[58558]}في غاية السفه في عبادة ما لا دليل بوجه على عبادته ، أتبعه بيان أنهم{[58559]} في غاية الغباوة بإنكار ما لا شيء أبين منه ، فقال عاطفاً على { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } : { وإذا تتلى } أي تقرأ من أي قارئ كان على وجه المتابعة { عليهم آياتنا } أي-{[58560]} التي لا أعظم منها في أنفسها{[58561]} وبإضافتها إلينا { بينات } لا شيء أبين منها قالوا - هكذا كان الأصل ولكنه بين الوصف الحامل لهم{[58562]} على القول فقال : { قال الذين كفروا } أي ستروا تلك الأنوار التي أبرزتها تلك التلاوة لها - هكذا كان الأصل ولكنه{[58563]} قال : { للحق } أي لأجله { لما } أي حين { جاءهم } {[58564]}بيانها لأنها{[58565]} مع بيانها لا شيء أثبت منها وأنهم بادروا أول سماعهم لها إلى إنكارها دون تفكر : { هذا } أي الذي تلي { سحر } أي خيال لا حقيقة له { مبين * } أي ظاهر في أنه خيال ، فدل قولهم هذا - بمبادرتهم{[58566]} إليه من غير تأمل أصلاً ، وبكونه أبعد الأشياء عن حقيقة ما قيل فيه - على أنهم أكثر الناس عناداً وأجرؤهم على الكذب وهم يدعون أنهم أعرق{[58567]} الناس {[58568]}في الإنصاف{[58569]} وألزمهم للصدق .


[58558]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[58559]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[58560]:زيد من م ومد.
[58561]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: نفسها.
[58562]:زيدت الواو في الأصل و ظ و م ولم تكن في مد فحذفناها.
[58563]:زيد في الأصل و ظ: بين الوصف الحامل لهم ولكنه ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[58564]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بآياتنا.
[58565]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بآياتنا.
[58566]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بما دلهم.
[58567]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أعرف.
[58568]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالإنصاف.
[58569]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالإنصاف.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

قوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آيتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هذا سحر مبين 7 أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين } .

يبين الله حال الكافرين من الحيرة والتردد والمكابرة لما غشي القرآن قلوبهم وأذهانهم بروعة نظمه الباهر ، وكمال مضمونه العجيب فبادروا بالإنكار والتكذيب إذ رموه بالسحر . وذلك لفرط اندهاشهم وإعجابهم في قرارة نفوسهم ولشدة ما أحدثه القرآن في وجدانهم وخيالهم من شديد الهزة والذهول . وذلك قوله سبحانه : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هذا سحر مبين } يعني إذا تليت آيات القرآن واضحات نيرات على هؤلاء المشركين المعاندين قالوا { للحق لما جآءهم } أي قالوا للقرآن لما أنزل إليهم - وهوالحق من ربهم- : { هذا سحر مبين } قالوا : إن القرآن سحر يأخذ بقلوب الذين يسمعونه فهو يفعل في الناس فعل السحر وهو مبين ، أي يتبين لمن يتأمله أنه سحر . وذلك افتراء مستهجن يتقوّله المشركون المعاندون الذين ضاقت بهم سبل التحيّل والاتهام لكتاب الله الحكيم فلم يجدوا غير سبيل السحر حجة يتشبثون بها . لا جرم أن هذا إيذان واضح منهم بأن القرآن عجيب ومميز وفذ . وهم موقنون في قلوبهم بأن القرآن لا يعارض ولا يضاهي فهو ليس له نظير في النظم أو الكليم .