أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ} (3)

شرح الكلمات :

{ وربك فكبر } : أي عظم ربك من إشراك المشركين .

المعنى :

وربك فكبر أي وربّك فعظمه تعظيماً يليق بجلاله وكماله فإِنه الأكبر الذي لا أكبر منه والعظيم الذي لا أعظم منه فأعلن عن ذلك بلسانك قائلا الله أكبر ويحالك فلا تذل إلا له ولا ترغب إلا فيه وكبره بأعمالك فلا تأتي منها إلاّ ما أذن لك فيه أو أمرك به .

الهداية :

من الهداية :

- وجوب تعظيم أسمائه وصفاته وتعظيم كلامه وكتابه ، وتعظيم شعائره وتعظيم ما عظم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ} (3)

{ وربك فكبر } عظمه عما يقوله عبدة الأوثان .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ} (3)

الرابعة- " وربك فكبر " أي سيدك ومالكك ومصلح أمرك فعظم ، وصفه بأنه أكبر من أن يكون له صاحبة أو ولد . وفي حديث أنهم قالوا : بم تفتتح الصلاة ؟ فنزلت : " وربك فكبر " أي وصفه بأنه أكبر . قال ابن العربي : وهذا القول وإن كان يقتضي بعمومه تكبير الصلاة ، فإنه مراد به التكبير{[15544]} والتقديس والتنزيه ، لخلع الأنداد والأصنام دونه ، ولا تتخذ وليا غيره ، ولا تعبد سواه ، ولا ترى لغيره فعلا إلا له ، ولا نعمة إلا منه . وقد روي أن أبا سفيان قال يوم أحد : اعل هبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قولوا الله أعلى وأجل ) وقد صار هذا اللفظ بعرف الشرع في تكبير العبادات كلها أذانا وصلاة وذكرا بقوله : " الله أكبر " وحمل عليه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم الوارد على الإطلاق في موارد ، منها قوله : ( تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ) والشرع يقتضي بعرفه ما يقتضي بعمومه ، ومن موارده أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصا له من الشرك ، وإعلانا{[15545]} باسمه في النسك ، وإفرادا لما شرع منه لأمره بالسفك . قلت : قد تقدم في أول سورة " البقرة " {[15546]} أن هذا اللفظ " الله أكبر " هو المتعبد به في الصلاة ، المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم . وفي التفسير : أنه لما نزل قوله تعالى : " وربك فكبر " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( الله أكبر )فكبرت خديجة ، وعلمت أنه الوحي من الله تعالى ، ذكره القشيري .

الخامسة- الفاء في قوله تعالى : " وربك فكبر " دخلت على معنى جواب الجزاء كما دخلت في ( فأنذر ) أي قم فأنذر وقم فكبر ربك ، قاله الزجاج . وقال ابن جني : هو كقولك زيدا فاضرب ، أي زيدا اضرب ، فالفاء زائدة .


[15544]:كذا في أحكام القرآن، تفسير ابن العربي المطبوع بالقاهرة سنة 1331هـ. وفيما نقله المؤلف عن ابن العربي هنا، تصرف في اللفظ بزيادة ونقص، فليرجع (ج 2/287).
[15545]:كذا في أحكام القرآن وفي ح، ز، و: "إعلاما" بالميم.
[15546]:راجع جـ 1 ص 175.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ} (3)

ولما كان الإنذار يتضمن مواجهة الناس بما يكرهون ، وذلك عظيم على الإنسان ، وكان المفتر عن{[69687]} اتباع الداعي أحد أمرين : تركه مما يؤمر به ، وطلبه عليه الأجر ، كما أن الموجب لاتباعه عمله بما دعا إليه ، وبعده عن أخذ الأجر عليه ، أمره بتعظيم من أرسله سبحانه فإنه إذا عظم حق تعظيمه صغر كل شيء دونه ، فهان عليه الدعاء و-{[69688]}كان له معيناً على القبول فقال : { وربك } أي {[69689]}المربي لك{[69690]} خاصة { فكبر * } أي {[69691]}وقم{[69692]} فتسبب عن قيامك بغاية الجد{[69693]} والاجتهاد أن تصفه وحده بالكبرياء قولاً واعتقاداً على كل حال ، وذلك تنزيهه عن الشرك أول كل شيء ، وكذا عن كل ما لا يليق به من وصل وفصل ، ومن سؤال غيره ، والاشتغال بسواه .

و-{[69694]} قال الإمام أبو جعفر بن الزبير : ملاءمتها{[69695]} لسورة المزمل واضحة ، واستفتاح السورتين من نمط واحد ، وما ابتدئت به كل واحدة منهما من جليل خطابه عليه الصلاة والسلام وعظيم تكريمه

{ {[69696]}يا أيها المزمل{[69697]} }[ المزمل : 1 ] { يا أيها المدثر } [ المدثر : 1 ] والأمر فيهما بما يخصه

{ قم الّيل إلا قليلاً نصفه }[ المزمل : 2 - 3 ] الآي ، وفي الآخرى { قم فانذر وربك فكبر } [ المدثر : 2 - 3 ] أتبعت في الأولى بقوله :

{ فاصبر على ما يقولون }[ المزمل : 10 ] وفي الثانية بقوله { ولربك فاصبر } [ المدثر : 7 ] وكل ذلك قصد واحد ، واتبع أمره بالصبر في المزمل بتهديد الكفار ووعيدهم

{ وذرني والمكذبين }[ المزمل : 11 ] الآيات ، وكذلك في الأخرى

{ ذرني ومن خلقت وحيداً }[ المدثر : 11 ] الآيات ، فالسورتان واردتان في معرض واحد وقصد متحد - انتهى .


[69687]:من ظ و م، وفي الأصل: على.
[69688]:زيد في الأصل: لما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذففناها.
[69689]:أسقط ما بين الرقمين من ظ.
[69690]:أسقط ما بين الرقمين من ظ.
[69691]:من م، وفي الأصل و ظ: فقم.
[69692]:من م، وفي الأصل و ظ: فقم.
[69693]:من ظ و م، وفي الأصل: الجهد.
[69694]:زيد من ظ و م.
[69695]:من ظ و م، وفي الأصل: لملايمتها.
[69696]:سقط ما بين الرقمين من م.
[69697]:سقط ما بين الرقمين من م.