فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ} (3)

{ وربك فكبر } أي واختص سيدك ومالكك ومصلح أمورك بالتكبير ، وهو وصفه سبحانه بالكبرياء والعظمة عقدا وقولا ، وأنه أكبر من أن يكون له شريك كما يعتقده الكفار ، وأعظم من أن تكون له صاحبة أو ولد ، قال ابن العربي المراد به تكبير التقديس والتنزيه لخلع الأضداد والأنداد والأصنام ، ولا تتخذ وليا غيره ، ولا تعبد سواه ، ولا ترى لغيره فعلا إلا له ولا نعمة إلا منه .

قال الزجاج إن الفاء في { فكبر } دخلت على معنى الجزاء كما دخلت في قوله فأنذر ، وقال ابن جني هو كقولك زيدا فاضرب أي زيدا اضرب فالفاء زائدة وعبارة الكرخي دخلت الفاء لمعنى الشرط كأنه قيل وأياما كان فلا تدع تكبيره .