أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

شرح الكلمات :

{ يوم تشقق الأرض عنهم سراعا } : أي يخرجون من قبورهم مسرعين بعد تشقق القبور عنهم .

{ ذلك حشر علينا يسير } : أي ذلك حشر للناس وجمع لهم في موقف الحساب يسير سهل علينا .

المعنى :

وقوله { يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً } أي يخرجون مسرعين ذلك المذكور من تشقق الأرض وخروجهم مسرعين حشر علينا لهم يسير أي سهل لا صعوبة فيه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ذلك حشر علينا يسير} يعني جمع الخلائق علينا هين...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ "يقول: تصدّع الأرض عنهم.

وقوله "سِرَاعا" ونُصبت سراعا على الحال من الهاء والميم في قوله عنهم. والمعنى: يوم تشقّق الأرض عنهم فيخرجون منها سراعا، فاكتفى بدلالة قوله: "يَوْمَ تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ" على ذلك من ذكره.

وقوله: "ذلكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ" يقول: جمعهم ذلك جمع في موقف الحساب، علينا يسير سهل.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{يوم تشقّق الأرض عنهم سِراعًا} يحتمل أن يكون ما ذكر من السِّراع، هو صفة تشقّق الأرض؛ كأنه يقول: يوم تشقّق سِراعا لا تنتظر طرفة عين، ولكن تتشقّق أسرع من لمحة البصر. ويحتمل أن يكون وصف سرعة خروجهم من الأرض؛ يقول: يوم يُسرعون بالخروج من الأرض.

وقوله تعالى: {ذلك حشرٌ علينا يسير} وغير الحشر يسير على الله تعالى أيضا؛ ليس شيء أيسر عليه من شيء، لكن خصّ ذلك بالذكر، لأن أولئك الكفرة استبعدوا ذلك اليوم، واستعظموا كونه، فخصّ ذلك اليوم باليُسر لهذا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{يوم تشقق الأرض} وعبر بفعل المطاوعة لاقتضاء الحال له، وحذف تاء المطاوعة إشارة إلى سهولة الفعل وسرعته {عنهم} أي مجاوزة لهم بعد أن كانوا في بطنها فيخرجون منها أحياء كما كانوا على ظهرها أحياء، حال كونهم {سراعاً} إلى إجابة مناديها، وأشار إلى عظمه بقوله: {ذلك} أي الإخراج العظيم جداً {حشر} أي جمع بكره، وزاد في بيان عظمة هذا الأمر بدلالته على اختصاصه بتقديم الجار فقال: {علينا} أي خاصة {يسير} فكيف يتوقف عاقل فيه فضلاً عن أن ينكره، وأما غيرنا فلا يمكنه ذلك بوجه. انتهى.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

أثبت هنا الحقيقة " يوم تتشقق الأرض عنهم سراعا " إلى المنادي صاحب الصور إلى بيت المقدس . " ذلك حشر علينا يسير " أي هين سهل . وقرأ الكوفيون " تشقق " بتخفيف الشين على حذف التاء الأولى . الباقون بإدغام التاء في الشين . وأثبت ابن محيصن وابن كثير ويعقوب ياء " المنادي " في الحالين على الأصل ، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل لا غير ، وحذف الباقون في الحالين .

قلت : وقد زادت السنة هذه الآية بيانا ، فروى الترمذي عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره ، قال : وأشار بيده إلى الشام فقال : ( من ها هنا إلى ها هنا تحشرون ركبانا ومشاة وتجرون على وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفِدَام ، توفون سبعين أمة أنتم خيرهم وأكرمهم على الله وإن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه ) في رواية أخرى ( فخذه وكفه ) وخرج علي بن معبد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره : ثم يقول - يعني الله تعالى - لإسرافيل : ( أنفخ نفخة البعث فينفخ فتخرج الأرواح كأمثال النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي ليرجعنّ كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد ثم تدخل في الخياشيم فتمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنكم ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض فتخرجون منها شبابا كلكم أبناء ثلاث وثلاثين واللسان يومئذ بالسريانية ) وذكر الحديث ، وقد ذكرنا جميع هذا وغيره في " التذكرة " مستوفى والحمد لله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

ولما تحقق بذلك أمر البعث غاية التحقق ، صور خروجهم فيه فقال معلقاً بما ختم به الابتداء مما قبله زيادة في تفخيمه وتعظيمه وتبجيله : { يوم تشقق الأرض } وعبر بفعل المطاوعة لاقتضاء الحال له ، وحذف تاء المطاوعة إشارة إلى سهولة الفعل وسرعته { عنهم } أي مجاوزة لهم بعد أن كانوا في بطنها فيخرجون منها أحياء كما كانوا على ظهرها أحياء ، حال كونهم { سراعاً } إلى إجابة مناديها ، وأشا إلى عظمه بقوله : { ذلك } أي الإخراج العظيم جداً { حشر } أي جمع بكره ، وزاد في بيان عظمة هذا الأمر بدلالته على اختصاصه بتقديم الجار فقال : { علينا } أي خاصة { يسير * } فكيف يتوقف عاقل فيه فضلاً عن أن ينكره ، وأما غيرنا فلا يمكنه ذلك بوجه . انتهى .