البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

وقرأ نافع ، وابن عامر : تشقق بشدّ الشين ؛ وباقي السبعة : بتخفيفها .

وقرئ : تشقق بضم التاء ، مضارع شققت على البناء للمفعول ، وتنشق مضارع انشقت .

وقرأ زيد بن علي : تشقق بفك الإدغام ، ذكره أبو عليّ الأهوازي في قراءة زيد بن عليّ من تأليفه ، ويوم بدل من يوم الثاني .

وقيل : منصوب بالمصدر ، وهو الخروج .

وقيل : المصير ، وانتصب { سراعاً } على الحال من الضمير في عنهم ، والعامل تشقق .

وقيل : محذوف تقديره يخرجون ، فهو حال من الواو في يخرجون ، قاله الحوفي .

ويجوز أن يكون هذا المقدر عاملاً في { يوم تشقق } .

{ ذلك حشر علينا يسير } : فصل بين الموصوف وصفته بمعمول الصفة ، وهو علينا ، أي يسير علينا ، وحسن ذلك كون الصفة فاصلة .

وقال الزمخشري : { علينا يسير } ، تقديم الظرف يدل على الاختصاص ، يعني لا يتيسر مثل ذلك اليوم العظيم إلا على القادر الذات الذي لا يشغله شأن عن شأن ، كما قال : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } انتهى ، وهو على طريقه في أن تقديم المفعول وما أشبهه من دلالة ذلك على الاختصاص ، وقد بحثنا معه في ذلك في سورة الفاتحة في { إياك نعبد }