الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

قوله : { يَوْمَ تَشَقَّقُ } : " يوم " يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ " يوم " قبله . وقال أبو البقاء : " إنه أُبْدِل مِنْ " يوم " الأول " وفيه نظرٌ مِنْ حيث تَعَدُّدُ البدلِ والمبدلُ منه واحدٌ . وقد تقدَّم أن الزمخشريَّ منعه . ويجوزُ أَنْ يكونَ اليوم ظرفاً للمصير . وقيل : ظرفٌ للخروج . وقيل : منصوبٌ ب " يَخْرُجون " مُقَدَّرا . وتقدَّمَ الخلافُ في " يَشَّقَّقُ " في الفرقان . وقرأ زيد " تَتَشَقَّق " بفكِّ الإِدغام .

قوله : { سِرَاعاً } حالٌ من الضمير في " عنهم " ، والعاملُ فيها " تَشَقَّقُ " . وقيل : عاملُها هو العامل في " يومَ تَشَقَّقُ " المقدر أي : يَخْرُجون سِراعاً يوم تَشَقَّقُ .

قوله : { عَلَيْنَا } متعلق ب " يَسير " ففَصَل بمعمولِ الصفة بينها وبين موصوفِها ، ولا يَضُرُّ ذلك . ويجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ منه . لأنه في الأصلِ يجوزُ أَنْ يكونَ نعتاً . وقال الزمخشري : " التقديمُ للاختصاصِ ، أي : لا يتيسَّر ذلك إلاَّ على الله وحده " . وقد تقدَّم الخلافُ في ياء " وعيد " إثباتاً وحَذْفاً .