أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

شرح الكلمات :

{ ما تذر من شيء أتت عليه } : من نفس أو مال .

{ إلا جعلته كالرميم } : أي البالي المتفتت .

المعنى :

ما تذر من شيء أتت عليه أي مرت به من أنفس أو أموال إلا جعلته كالرميم البالي المتفتت في هذه الإهلاك آية من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله الموجبة لربوبيته وعبادته والمستلزمة لقدرته تعالى على البعث الجزاء يوم القيامة .

/ذ46

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

{ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } أي : كالرميم البالية ، فالذي أهلكهم على قوتهم وبطشهم ، دليل على [ كمال ] قوته واقتداره ، الذي لا يعجزه شيء ، المنتقم ممن عصاه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

{ ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } كالنبت الذي قد تحطم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

قوله تعالى : " ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم " أي كالشيء الهشيم ؛ يقال للنبت إذا يبس وتفتت : رميم وهشيم . قال ابن عباس : كالشيء الهالك البالي ، وقاله مجاهد : ومنه قول الشاعر{[14250]} :

تركتَني حين كَفَّ الدهرُ من بصري *** وإذْ بقيتُ كعظم الرِّمَّةِ البالي

وقال قتادة : إنه الذي دِيس من يابس النبات . وقال أبو العالية والسدي : كالتراب المدقوق . قطرب : الرميم الرماد . وقال يمان : ما رمته الماشية من الكلأ بمرمتها . ويقال للشفة المِرَمَّة والمِقَمَّة بالكسر ، والمرمة بالفتح لغة فيه . وأصل الكلمة من رَمَّ العظم إذا بلي ، تقول منه : رم العظم يرم بالكسر رمة فهو رميم ، قال الشاعر{[14251]} :

ورأى عواقبَ خلفَ ذاك مَذَمَّةً *** تَبْقَى عليه والعظامُ رَمِيمُ

والرمة بالكسر العظام البالية والجمع رمم ورمام . ونظير هذه الآية : " تدمر كل شيء " [ الأحقاف : 25 ] حسب ما تقدم{[14252]} .


[14250]:هو جرير يرثي ابنه.
[14251]:من ن.
[14252]:راجع جـ 16 ص 206.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

ثم بين عقمها وإعقامها بقوله : { ما تذر } أي تترك على حال ردية ، وأغرق في النفي فقال : { من شيء } ولما كان إهلاكها إنما هو بالفاعل المختار ، نبه على ذلك بأداة الاستعلاء فقال : { أتت عليه } أي إتيان إرادة مرسلها ، استعلاها على ظاهره وباطنه ، وأما من أريدت رحمته{[61428]} كهود عليه السلام ومن معه رضي الله عنهم فكان لهم روحاً وراحة لا عليهم { إلا جعلته كالرميم * } أي الشيء البالي الذي ذهلته الأيام والليالي ، فصيره البلى إلى حالة الرماد ، وهو في كلامهم ما يبس من نبات الأرض ودثر - قاله ابن جريج ، وخرج بالتعبير ب " تذر " هود عليه السلام ومن معه من المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين ، فإنهم تركتهم على حالة حسنة لم يمسهم منها سوء كما أشير إلى مثل ذلك بأداة الاستعلاء .


[61428]:في الأصل: رحمة.