فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

ثم وصف سبحانه هذه الريح فقال : { مَا تَذَرُ مِن شَيْء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم } أي ما تذر من شيء مرّت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم إلاّ جعلته كالشيء الهالك البالي . قال الشاعر :

تركتني حين كفّ الدهر من بصري *** وإذ بقيت كعظم الرّمة البالي

وقال قتادة : إنه الذي ديس من يابس النبات ، وقال السديّ وأبو العالية : إنه التراب المدقوق ، وقال قطرب : إنه الرماد ، وأصل الكلمة من رمّ العظم : إذا بلي فهو رميم ، والرّمة : العظام البالية .

/خ60