فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

ثم وصف سبحانه هذه الريح فقال :

{ ما تذر من شيء أتت عليه } أي : مرت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم { إلا جعلته كالرميم } أي : كالشيء الهالك البالي المتفتت ، وقال قتادة : هو الذي ديس من يابس النبات ، وقال السدي وأبو العالية ، أنه التراب المدقوق ، وقال قطرب : إنه الرماد ، وقيل : ما رمته الماشية من الكلأ وأصل الكلمة من رم العظم إذا بلى فهو رميم ، والرمة العظام البالية ، والجمع رمم ورمام ، قال ابن عباس : كالرميم كالشيء الهالك البالي ، وفي القرطبي كالشيء الهشيم يقال للنبت إذا يبس وتفتت رميم وهشيم ، والتقدير ما تترك من شيء إلا مجعولا كالرميم فالجملة في موضع المفعول الثاني ؛ لتذر وأعربها أبو حيان حالا ، وليس بظاهر .