الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

ثم قال : { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح {[65286]} } [ 41 ] أي : وفي عاد عبرة أيضا وعناية لكم حين أرسلنا عليهم الريح {[65287]} ] التي قد عقمت عن الخير ، لا رحمة فيها ولا تلقح/ نباتا ولا تثير سحابا {[65288]} .

وروى ابن أبي {[65289]} الدنيا أن الريح كانت تمر بالمرأة في هودجها {[65290]} فتحملها [ وبالقوم من عاد فتحملهم وبالإبل والغنم فتحملها {[65291]} ] ، وتمر بالعادي {[65292]} الواحد بين {[65293]} القوم فتحمله من بينهم والناس ينظرون ، ( ولا {[65294]} ) تحمل إلا عاديا {[65295]} .

قال ابن المسيب {[65296]} : هي الجنوب {[65297]} .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور {[65298]} .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هي النكباء {[65299]} .

وقال عبيد بن {[65300]} عمير : الربح العقيم تحت الأرض الرابعة ، وإنما أرسل منها في بلاد عاد بقدر منخر الثور {[65301]} .

وقوله : { كالرميم } معناه كالنبت إذا يبس ودرس ، وأصل الرميم : العظم البالي {[65302]} المتقادم {[65303]} .

وقال ابن عباس : كالرميم {[65304]} : كالشيء الهالك ، وقال مجاهد : {[65305]} وقال قتادة : كالرميم رميم الشجر {[65306]} .


[65286]:ع: "الريح العقيم".
[65287]:ساقط من ح.
[65288]:انظر: العمدة 282، وزاد المسير 8/39.
[65289]:هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا القرشي الأموي مولاهم البغدادي أبو بكر: حافظ للحديث، مكثر من التصنيف، له مصنفات بلغت 164 كتابا، وكان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام. وما يلائم طبائع الناس، مولده ببغداد، سمع من المشايخ، وروى عنه جماعة وآخر من روى حديثه بعلو فخر الدين ابن البخاري (ت 281 هـ). انظر: تهذيب التهذيب 6/12، وتذكرة الحفاظ 2/677، وفوات الوفيات 2/228، وفهرست ابن النديم 276، وفهرست بن خير 282، وتاريخ بغداد 10/81.
[65290]:ع: "هدجها" وهو تحريف.
[65291]:ساقط من ح.
[65292]:ع: "العاد".
[65293]:ع: "من بين".
[65294]:ساقط من ع.
[65295]:انظر: البحر المحيط 8/141.
[65296]:هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، أبو محمد سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع، وكان أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته حتى سمي راوية عمر، وقد أسند عن عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وآخرون (ت 94 هـ). انظر: طبقات ابن سعد 9/119، وحلية الأولياء 2/161، وصفة الصفوة 2/44. ووفيات الأعيان 2/375.
[65297]:انظر: العمدة 282 وجامع البيان 4/27.
[65298]:أخرجه البخاري في كتاب: الاستسقاء، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا 2/22، وفي كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في قول الله تعالى {وهو الذي يرسل الرياح نشر بين يدي رحمته} 4/76، وفي الأنبياء: باب: قول الله عز وجل {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}، وفي المغازي، باب: غزوة الخندق 5/47 ومسلم في كتاب: الصلاة، باب: في ريح الصبا والدبور 6/197. وأخرجه البغوي في شرح السنة، باب: الخوف من الريح 4/387. والسيوطي في الجامع الصغير 2/674.
[65299]:انظر: الدر المنثور 7/622.
[65300]:هو عبيد بن عمر بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قاله مسلم، وعده غيره في كبار التابعين، وكان قاض أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر (ت 94 هـ). انظر: عنه حلية الأولياء 3/544، وتذكرة الحفاظ 1/50، وطبقات القراء 1/496، وتقريب التهذيب 1/544، والاستيعاب 3/1018.
[65301]:انظر: تفسير القرطبي 17/50.
[65302]:ساقط من ع.
[65303]:انظر: الصحاح مادة رمم 5/1938، واللسان 1/1129، و القاموس المحيط 4/122.
[65304]:ع: "كالرميم معناه كالشيء".
[65305]:انظر: تفسير مجاهد 620، وجامع البيان 27/5، وتفسير القرطبي 17/50، والدر المنثور 7/622.
[65306]:انظر: جامع البيان 27/5، والدر المنثور 7/622.