السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ} (42)

ثم بين عقمها وإعقامها بقوله تعالى : { ما تذر } أي : تترك على حالة رديئة ، وأغرق في النفي فقال تعالى : { من شيء أتت عليه } أي : إتياناً أراد مرسلها إهلاكه بها { إلا جعلته كالرميم } أي : الشيء البالي الذي دهكته الأيام والليالي إلى حالة الدمار وهو في كلامهم ما يبس من نبات الأرض وديس ، قاله ابن جرير .

فإن قيل : الجبال والصخور وغير ذلك أتت عليهم وما جعلتهم كالرميم أجيب بأنّ المراد أتت عليه قاصدة له وهو عاد وأبنيتهم وعروشهم ، لأنها كانت مأمورة بأمر من عند الله فكأنها كانت قاصدة لهم فما تركت شيئاً من تلك الأشياء إلا جعلته كالرميم .