تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (46)

وقوله { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } أي : في تقلبهم في المعايش واشتغالهم بها ، من أسفار{[16478]} ونحوها من الأشغال الملهية .

قال قتادة والسدي : { تَقَلُّبِهِمْ } أي : أسفارهم .

وقال مجاهد ، والضحاك : { فِي تَقَلُّبِهِمْ } في الليل والنهار ، كما قال تعالى : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } [ الأعراف : 97 ، 98 ] . وقوله { فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي : لا يُعجزون الله على أي حال كانوا عليه .


[16478]:في أ: "بما في أسفارهم".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (46)

و[ تقلبهم ] :سفرهم ومحاولتهم المعايش بالسفر وبالرعاية وغيرها ، و«المعجز » : المفلت هربا ، كأنه عجز طالبه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (46)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أو يأخذهم} العذاب، {في تقلبهم} في الليل والنهار، {فما هم بمعجزين}، يعني: سابقي الله عز وجل بأعمالهم الخبيثة، حتى يجزيهم بها.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني تعالى ذكره بقوله:"أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلّبِهِمْ": أو يهلكهم في تصرّفهم في البلاد وتردّدهم في أسفارهم.

"فمَا هُمْ بِمعجِزِين" يقول جلّ ثناؤه: فإنهم لا يعجزون الله من ذلك إن أراد أخذهم كذلك...

عن ابن عباس، قوله: "أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلّبِهِمْ "يقول: في اختلافهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل: في أسفارهم وفي تجاراتهم، لأن الناس إنما يسافرون، ويتخيرون في البلدان في حال أمنهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

" أو يأخذهم في تقلبهم"... بأن يهلكهم على سائر حالاتهم، حتى لا ينفلت منهم أحد، فماهم بفائتين. والمعنى: إن ما يريد الله بهم من الهلاك لا يمتنع عليه ما يريده منهم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فِي تَقَلُّبِهِمْ}: متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم وأسباب دنياهم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

...و«المعجز»: المفلت هربا، كأنه عجز طالبه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أو يأخذهم} أي الله بعذابه {في} حال {تقلبهم} وتصرفهم ومشاعرهم حاضرة وقواهم مستجمعة.

ولما كانت هذه الأحوال الثلاثة مفروضة في حال أمنهم من العذاب وكان الأمن من العدو يكون عن ظن عدم قدرته عليه، علل ذلك بقوله تعالى: {فما هم بمعجزين} أي في حالة من هذه الأحوال، سواء علينا غفلتهم ويقظتهم، ولم يعلل ما بعده بذلك لأن المتخوف مجوّز للعجز.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الأخذ مستعار للإهلاك قال تعالى: {فأخذهم أخذة رابية} [سورة الحاقة: 10]. وتقدّم عند قوله: {أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} في سورة الأنعام (44). والتّقلّب: السعي في شؤون الحياة من متاجرة ومعاملة وسفر ومحادثة ومزاحمة. وأصله: الحركة إقبالاً وإدباراً، والمعنى: أن يهلكهم الله وهم شاعرون بمجيء العذاب. وهذا قسيم قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون} [سورة النحل: 45]{في} للظرفية المجازية، أي الملابسة، وهي حال من الضمير المنصوب في {يأخذهم}.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

التقلب في الحياة مظهر من مظاهر القوة، بحيث يستطيع أن يقيم حياة جديدة، ويحفظ ماله في رحلة تقلبه.. ولا شك أن هذا مظهر من مظاهر العزة والجاه والثراء لا يقوم به إلا القوي...

إذن: الذي ينقلب في الأرض دليل على أن له من الحال حال إقامة وحال ظعن وقدرة على أن ينقل ما لديه ليقيم به في مكان آخر؛ ولذلك قالوا: المال في الغربة وطن.. ومن كان قادراً يفعل ما يريد. والحق سبحانه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} (سورة آل عمران 196) فلا يخيفنك انتقالهم بين رحلتي الشتاء والصيف، فالله تعالى قادر أن يأخذهم في تقلبهم.

{فما هم بمعجزين}... المعجز: هو الذي لا يمكنك من أن تغلبه...