فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (46)

{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } ذكر المفسرون فيه وجوهاً ، فقيل : المراد : في أسفارهم ومتاجرهم ، فإنه سبحانه قادر على أن يهلكهم في السفر كما يهلكهم في الحضر ، وهم لا يفوتونه بسبب ضربهم في الأرض ، وبعدهم عن الأوطان . وقيل : المراد : في حال تقلبهم في قضاء أوطارهم بوجود الحيل . فيحول الله بينهم وبين مقاصدهم وحيلهم . وقيل : في حال تقلبهم في الليل على فرشهم . وقيل : في حال إقبالهم وإدبارهم ، وذهابهم ومجيئهم بالليل والنهار . والقلب بالمعنى الأوّل مأخوذ من قوله : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذين كَفَرُوا فِي البلاد } [ آل عمران : 196 ] . وبالمعنى الثاني مأخوذ من قوله : { وَقَلَّبُوا لَكَ الأمور } [ التوبة : 48 ] . { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي : بفائتين ولا ممتنعين .

/خ50