تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

{ إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا } أي : إلا التسليم منهم بعضهم على بعض ، كما قال : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ } [ إبراهيم : 23 ] وكلامهم أيضًا سالم من اللغو والإثم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

وقوله : إلاّ قِيلاً سَلاما سّلاما يقول : لا يسمعون فيها من القول إلا قيلاً سلاما : أي أسلم مما تكره . وفي نصب قوله : سَلاما سَلاما وجهان : إن شئت جعلته تابعا للقيل ، ويكون السلام حينئذٍ هو القيل ، فكأنه قيل : لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ، إلا سلاما سلاما ، ولكنهم يسمعون سلاما سلاما . والثاني : أن يكون نصبه بوقوع القيل عليه ، فيكون معناه حينئذٍ : إلا قيلَ سلامٍ فإن نوّن نصب قوله : سَلاما سَلاما بوقوع قِيلٍ عليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

إلا قليلا أي قولا سلاما سلاما بدل من قيلا كقوله تعالى لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما أو صفته أو مفعوله بمعنى إلا أن يقولوا سلاما أو مصدر والتكرير للدلالة على فشو السلام بينهم وقرئ سلام سلام على الحكاية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

و : { قيلاً } مستثنى ، والاستثناء متصل ، وقال قوم : هو منقطع . و : { سلاماً } نعت للقيل ، كأنه قال : إلا { قيلاً } سالماً من هذه العيوب وغيرها . وقال أبو إسحاق الزجاج أيضاً { سلاماً } مصدر ، وناصبه { قيلاً } كأنه يذكر أنهم يقول بعضهم لبعض { سلاماً سلاماً } . وقال بعض النحاة { سلاماً } منتصب بفعل مضمر تقديره : أسلموا سلاماً .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

وأتبع ذكر هذه النعمة بذكر نعمة أخرى من الأنعام بالمسموع الذي يفيد الكرامة لأن الإِكرام لذة رُوحية يُكسب النفس عزة وإدلالاً بقوله : { إلا قيلاً سلاماً سلاماً } . وهو استثناء من { لغواً و تأثيماً } بطريقة تأكيد الشيء بما يشبه ضده المشتهر في البديع باسم تأكيد المدح لما يشبه الذم ، وله موقع عظيم من البلاغة كقوله النابغة :

ولا عيب فيهم غيرَ أنّ سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب

فالاستثناء متصل إدعاءً وهو المعبر عنه بالاستثناء المنقطع بحسب حاصل المعنى ، وعليه فإن انتصاب { قيلاً } على الاستثناء لا على البدلية من { لغواً } .

و { سلاماً } الأول مقول { قيلاً } أي هذا اللفظ الذي تقديره : سَلمنا سَلاماً ، فهو جملة محكية بالقول .

و { سلاماً } الثاني تكرير ل { سلاماً } الأول تكريراً ليس للتأكيد بل لإِفادة التعاقب ، أي سلاماً إثر سلام ، كقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دَكَّاً دَكاً } [ الفجر : 21 ] وقولهم : قرأت النحو باباً باباً ، أو مشاراً به إلى كثرة المسلِّمين فهو مؤذن مع الكرامة بأنهم معظمون مبجلون ، والفرق بين الوجهين أن الأول يفيد التكرير بتكرير الأزمنة ، والثاني يفيد التكرار بتكرار المسلِّمين .

وهذا القيل يتلقونه من الملائكة الموكلين بالجنة ، قال تعالى : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم } [ الرعد : 23 ، 24 ] ويتلقاه بعضهم من بعض كما قال تعالى : { وتحيتهم فيها سلام } [ يونس : 10 ] .

وإنما جيء بلفظ : { سلاماً } منصوباً دون الرفع مع كون الرفع أدل على المبالغة كما ذكروه في قوله : { قالوا سَلاماً قال سلام } في سورة هود ( 69 ) وسورة الذاريات ( 25 ) لأنه أريد جعله بدلاً من { قيلاً } .