السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

وقوله تعالى : { إلا قيلاً } فيه قولان أحدهما : أنه استثناء منقطع وهذا واضح لأنه لم يندرج تحت اللغو والتأثيم ، والثاني : أنه متصل وفيه بعد ؛ قال ابن عادل فكان هذا رأى أنّ الأصل لا يسمعون فيها كلاماً فاندرج عنده فيه ؛ ثم بين تعالى ذلك بقوله : { سلاماً سلاما } أي قولاً سلاماً ، قال عطاء : يحيى بعضهم بعضاً بالسلام ، أو تحيهم الملائكة ، أو يحييهم ربهم ؛ ودل على دوامه بتكريره فقال تعالى : { سلاما } ففيه إشارة إلى كثرة السلام عليهم ولهذا لم يكرر في قوله تعالى { سلام قولاً من رب رحيم } [ يس : 58 ] وقال القرطبي : السلام الثاني بدل من الأوّل ، والمعنى : إلا قولاً يسلم فيه من اللغو .