الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إلا قيلا سلاما سلاما} يعني كثرة السلام من الملائكة نظيرها في الرعد: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} [الرعد: 23، 24]...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إلاّ قِيلاً سَلاما سّلاما" يقول: لا يسمعون فيها من القول إلا قيلاً سلاما: أي أسلم مما تكره.

وفي نصب قوله: "سَلاما سَلاما" وجهان: إن شئت جعلته تابعا للقيل، ويكون السلام حينئذٍ هو القيل، فكأنه قيل: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما، إلا سلاما سلاما، ولكنهم يسمعون سلاما سلاما.

والثاني: أن يكون نصبه بوقوع القيل عليه، فيكون معناه حينئذٍ: إلا قيلَ سلامٍ فإن نوّن نصب قوله: سَلاما سَلاما بوقوع قِيلٍ عليه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إلا قيلا سلاما سلاما} يخرج على وجهين:

أحدهما: أي إلا كلاما، فيه سلامة من جميع الآفات التي ذكر.

والثاني: {إلا قيلا سلاما سلاما} أي يحيي بعضهم بعضا بالسلام كقوله تعالى: {وتحيتهم فيها سلام} [يونس: 10]...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً} فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً.

الثاني: لكن يتداعون بالسلام على حسن الأدب وكريم الأخلاق.

الثالث: يعني قولاً يؤدي إلى السلامة.

ويحتمل رابعاً: أن يقال لهم هنيئاً.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{سلاماً} نعت للقيل، كأنه قال: إلا {قيلاً} سالماً من هذه العيوب وغيرها. وقال بعض النحاة {سلاماً} منتصب بفعل مضمر تقديره: اسلموا سلاماً.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إلا قيلاً} أي هو في غاية اللطافة والرقة بما دل عليه المبني على ما قبلها محاسن مع ما تدل عليه مادة قوله. ولما تشوف السامع إليه بالتعبير بما ذكر، بينه بقوله: {سلاماً} ودل على دوامه بتكريره فقال: {سلاماً} أي لا يخطر في النفس ولا يظهر في الحس منهم قول إلا دالاًّ على السلامة لأنه لا عطب فيها أصلاً، و ساقه مساق الاستثناء المتصل دلالة على أنه إن كان فيها لغو فهو ذلك حسب، وهو ما يؤمنهم وينعمهم ويبشرهم مع أنه دال على حسن العشرة وجميل الصحبة وتهذيب الأخلاق وصفاء المودة...

السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني 977 هـ :

{سلاما} ففيه إشارة إلى كثرة السلام عليهم ولهذا لم يكرر في قوله تعالى {سلام قولاً من رب رحيم}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

حياتهم كلها سلام. يرف عليها السلام. ويشيع فيها السلام. تسلم عليهم الملائكة في ذلك الجو الناعم الآمن؛ ويسلم بعضهم على بعض. ويبلغهم السلام من الرحمن. فالجو كله سلام سلام...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {سلاماً} الأول مقول {قيلاً} أي هذا اللفظ الذي تقديره: سَلمنا سَلاماً، فهو جملة محكية بالقول. و {سلاماً} الثاني تكرير ل {سلاماً} الأول تكريراً ليس للتأكيد بل لإِفادة التعاقب، أي سلاماً إثر سلام، كقوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دَكَّاً دَكاً} [الفجر: 21] وقولهم: قرأت النحو باباً باباً، أو مشاراً به إلى كثرة المسلِّمين فهو مؤذن مع الكرامة بأنهم معظمون مبجلون، والفرق بين الوجهين أن الأول يفيد التكرير بتكرير الأزمنة، والثاني يفيد التكرار بتكرار المسلِّمين. وإنما جيء بلفظ: {سلاماً} منصوباً دون الرفع مع كون الرفع أدل على المبالغة كما ذكروه في قوله: {قالوا سَلاماً قال سلام} في سورة هود (69) وسورة الذاريات (25) لأنه أريد جعله بدلاً من {قيلاً}.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وأساساً فإنّ الجنّة هي دار السلام وبيت السلامة والأمن والأمان، كما نقرأ في قوله تعالى: (لهم دار السلام عند ربّهم)..