تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

وقوله : { تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي : تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها ، وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها ، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طَلق ذَلِق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب . وذلك أنهم - كما قال الله ، عز وجل - كانوا ممن { أَدْبَرَ وَتَوَلَّى } أي : كذب بقلبه ، وترك العمل بجوارحه

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

وقوله : تَدْعُو مَنْ أدْبَرَ وَتَوَلّى يقول : تدعو لظَى إلى نفسها من أدبر في الدنيا عن طاعة الله ، وتولى عن الإيمان بكتابه ورسله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : تَدْعُو مَنْ أدْبَرَ وَتَوَلّى قال : عن طاعة الله وتولى ، قال : عن كتاب الله ، وعن حقه .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : تَدْعُوَ مَنْ أدْبَرَ وَتَوَلَى قال : عن الحق .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : تَدْعُو مَنْ أدْبَرَ وَتَوَلَى قال : ليس لها سلطان إلا على هوانِ مَنْ كفر وتولى وأدبر عن الله ، فأما من آمن بالله ورسوله ، فليس لها عليه سلطان .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

تدعو تجذب وتحضر كقول ذي الرمة تدعو أنفه الريب مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فر عنها تدعو زبانيها وقيل تدعو تهلك من قولهم دعاه الله إذا أهلكه من أدبر عن الحق وتولى عن الطاعة .