الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

- ثم قال تعالى : ( تدعوا من ادبر وتولى ) [ 17 ] .

أي : تدعو لظى إلى نفسها من أدبر عن طاعة الله وتولى عن الإيمان بالله {[70354]} وبكتبه ورسله {[70355]} ، هذا معنى قول قتادة {[70356]} . قال ابن زيد : ليس لها سلطان ( إلا على من أدبر وتولى [ وكفر وتولى ] {[70357]} ، فأما من آمن بالله ورسوله {[70358]} فليس له عليه سلطان {[70359]} ) {[70360]} .

قال {[70361]} الخليل بن أحمد " ليس دعاؤها كالدعاء : " تعالوا {[70362]} " و " هلم " . ولكن دعوتها [ إياهم ] {[70363]} ما تفعل بهم من الأفاعيل {[70364]} ، يعني نار جهنم نعوذ بالله منها {[70365]} .

وقيل : معنى " تدعو " تريد وتطلي ، كما قال : ( ولهم ما يدعون ) {[70366]} أي : يريدون {[70367]} ويطلبون ، فهو " يفتعل " من الدعاء .

ويقال : تداعت الحيطان إذا انقاضت {[70368]} . وتداعى عليه العدو : إذا أتى من كل جانب . وتداعت القبائل على بني فلان ، إذا أقبلوا لحربهم . [ ودواعي ] {[70369]} الدهر : صروفه ؟


[70354]:- أ: به.
[70355]:- أ: ورسوله.
[70356]:- انظر جامع البيان 29/77.
[70357]:- زيادة من ث.
[70358]:- ث: ورسله.
[70359]:- ث: من سلطان.
[70360]:- ساقط من أ, وانظر: قول ابن زيد في جامع البيان 29/77-78.
[70361]:- أ, ث: وقال.
[70362]:- أ: بتعالوا. ولعله أوضح.
[70363]:- م. ث: إليهم.
[70364]:- أ: الافاعل.
[70365]:- انظر: تفسير القرطبي 18/289, والبحر 8/335. وفي تلخيص البيان259 عن الخليل أنه" حكى أن أعرابيا قال لآخر: دعاك الله, أي عذبك".
[70366]:- يس:59.
[70367]:- ث: ما يريدون.
[70368]:- كذا في جميع النسخ.
[70369]:- م: ودعو في .