اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

16

وقال ثعلبٌ : «تَدعُو » ، أي : تهلك ، تقول العربُ : دعاك الله ، أي : أهلكك اللَّهُ .

وقال الخليلُ : إنَّه ليس كالدُّعاء «تعالوا » ولكن دعوتها إياهم تمكنها منهم ، ومن تعذيبهم .

وقيل : الدَّاعي : خزنة جهنَّم أضيف دعاؤهم إليها .

وقيل : هو ضرب مثل ، أي : أنها تدعوهم بلسان الحال ، أي : إنَّ مصير من أدبر ، وتولى إليها ، فكأنَّها الدَّاعية لهم .

ومثله قول الشاعر : [ الكامل ]

4865 - ولقَدْ هَبَطْنَا الوادِيِيْنِ فَوادِياً*** يَدْعُو الأنيسَ بِهِ الغضِيضُ الأبْكَمُ{[57916]}

الغضيضُ الأبكمُ : الذباب ، وهو لا يدعو ، وإنَّما طنينه نبَّه عليه فدعا له .

قال القرطبيُّ{[57917]} : «والقولُ الأولُ هو الحقيقةُ لظاهر القرآنِ ، والأخبار الصحيحة » .

قال القشيريُّ : ودعا لَظَى بخلقِ الحياةِ فيها حين تدعُو ، وخوارقُ العادةِ غداً كثيرة .


[57916]:ينظر القرطبي 18/187.
[57917]:الجامع لأحكام القرآن 18/187.