غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

1

وفي قوله { تدعو } وجوه منها : أنها تدعوهم بلسان الحال كما قيل : سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك فإن لم تجبك جؤاراً أجابتك اعتباراً . فههنا لما كان مرجع كل من الكفرة إلى دركة من دركات جنهم كأنها تدعوهم إلى نفسها . ومنها أن الله تعالى يخلق الكلام في جرم النار حتى تقول صريحاً فصيحاً : لي يا كافة الكفرة ثم تلتقطهم التقاط الحب . ومنها أن يكون على حذف المضاف أي تدعو زبانيتها . ومنها أن الدعاء بمعنى الإهلاك كقول العرب " دعاه الله " أي أهلكه { من أدبر } أي عن الطاعة { وتولى } عن الإيمان .

/خ44