تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَإِنَّهُۥ لَفِي زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (196)

يقول تعالى : وإنَّ ذِكْر هذا القرآن والتنويه به لموجود في كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم ، الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه ، كما أخذ الله عليهم الميثاق بذلك ، حتى قام آخرهم خطيبًا في ملئه بالبشارة بأحمد : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } [ الصف : 6 ] ، والزبر هاهنا هي الكتب وهي جمع زَبُور{[21869]} ، وكذلك الزبور ، وهو كتاب داود . وقال تعالى : { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } [ القمر : 52 ] أي : مكتوب عليهم في صحف الملائكة .


[21869]:- في ف ، أ : "زبرة".