تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ} (48)

وقوله : { وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } أي : عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن . كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم .

وقوله { عِينٌ } أي : حسان الأعين . وقيل : ضخام الأعين . هو يرجع إلى الأول ، وهي النجلاء العيناء ، فوصف عيونهن بالحسن والعفة ، كقول زليخا في يوسف حين جملته وأخرجته على تلك النسوة ، فأعظمنه وأكبرنه ، وظنن أنه ملك من الملائكة لحسنه وبهاء منظره ، قالت : { فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ } [ يوسف : 32 ] أي : هو مع هذا الجمال عفيف تقي نقي ، [ فأرتهن جماله الظاهر وأخبرتهن بجماله الباطن ] . {[24961]} وهكذا الحور العين { خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } [ الرحمن : 70 ] ، ولهذا قال : { وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ } .


[24961]:- زيادة من ت.