التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ} (48)

قوله تعالى { وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جلا وعلا في هذه الآية الكريمة ثلاث صفات من صفات نساء أهل الجنة : الأولى : أنهن قاصرات الطرف ، وهو العين أي عيونهن قاصرات على أزواجهن ، لا ينظرن إلى غيرهم لشدة اقتناعهن واكتفائهن بهم . الثانية : أنهن عين ، والعين جمع عيناء ، وهي واسعة دار العين ، وهي النجلاء . الثالثة : أن ألوانهن بيض بياضا مشربا بصفرة ، لأن ذلك هو لون بيض النعام الذي شبههن به . . . وهذه الصفات الثلاثة المذكورة هنا ، جاءت موضحة في غير هذا الموضع مع غيرها من صفاتهن الجميلة ، فبين كونهن قاصرات الطرف على أزواجهن يقوله تعالى في ص : { وعندهم قاصرات الطرف أتراب } وكون المرأة قاصرة الطرف من صفاتها الجميلة . . . وذكر كونهن عين قي قوله تعالى فيهن و{ حور عين } ، وذكر صفاء ألوانهن وبياضها في قوله تعالى { كأمثال اللؤلؤ المكنون } وقوله تعالى { كأنهن الياقوت والمرجان } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { وعندهم قاصرات الطرف عين } يقول : عن غير أزواجهن .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله { وعندهم قاصرات الطرف } قال : قصرن طرفهن على أزواجهن ، فلا يردن غيرهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله { عين } قال : عظام الأعين .