{ قاصرات الطرف } مقصورة أنظارهن على أزواجهن .
{ المخلصين } أخلصهم الله تعالى لطاعته وولايته .
{ إلا عباد الله المخلصين( 40 )أولئك لهم رزق معلوم( 41 )فواكه وهم مكرمون ( 42 )في جنات النعيم( 43 )على سرر متقابلين( 44 )يطاف عليهم بكأس من معين( 45 )بيضاء لذة للشاربين( 46 )لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ( 47 ) وعندهم قاصرات الطرف عين( 48 )كأنهن بيض مكنون( 49 ) } .
لكن عباد الرحمن الذين أخلصهم الملك الديان لطاعته وولايته لا يذوقون العذاب ، [ وقيل استثناء منقطع من ضمير { تجزون } على أن المعنى : تجزون بمثل ما عملتم ، لكن عباد الله المخلصين يجزون أضعافا مضاعفة بالنسبة إلى ما عملوا . . . . { أولئك } العباد المذكورون ، وفيه إشارة إلى أنهم ممتازون بما اتصفوا به من الإخلاص في عبادته تعالى عمن عداهم امتيازا بالغا ، وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإشعار بعلو طبقتهم وبعد منزلتهم في الفضل ، وهو مبتدأ ، وقوله تعالى { لهم } إما خبر له ، وقوله سبحانه : { رزق } مرتفع على الفاعلية للظرف ، وإما خبر مقدم ، و{ رزق } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر المبتدأ . . { معلوم } أي معلوم الخصائص ككونه غير مقطوع ولا ممنوع ، حسن المنظر ، لذيذ الطعم ، طيب الرائحة . . ]{[3910]} ، { فواكه } بدل من رزق ، بدل كل من كل ، وقد تعني ما يؤكل للتلذذ دون الاقتيات ، وقد تعني الثمار كلها رطبها ويابسها ، { وهم مكرمون } والعباد المخلصون لا يلحقهم في الجنة هوان بل هم في ضيافة الكبير المتعال { في مقعد صدق عند مليك مقتدر }{[3911]} موفورة كرامتهم ، وهذا من نعيمهم المعنوي فوق ما ينالهم من النعيم الحسي ، { في جنات النعيم . على سرر متقابلين } مستقرهم جنات ليس فيها كد ولا هم ، ولا سقم ولا موت ، وإنما هي للنعيم المقيم { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب }{[3912]} . ويجلسون على سرر مصفوفة ، يتكئون عليها ووجوههم متقابلة ، لا ينظر أحدهم إلى قفا الآخر .
{ يطاف عليهم بكأس من معين . بيضاء لذة للشاربين } تدار عليهم الأشربة الشهية اللذيذة ، تجري وتتدفق بها جداول وأفلاج في الجنة ، كالذي بشر الله تعالى به في قوله الكريم : { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى . . }{[3913]} .
والآنية التي يسقون بها منها ما هو كأس اتسع فمه وليس له مقبض ، ويطاف عليهم بآنية أخرى ، كما جاء في قول الحق تبارك اسمه : { يطوف عليهم ولدان مخلدون . بأكواب وأباريق وكأس من معين }{[3914]} ، فالأكواب أوان لها عرى وليس لها خراطيم ، والأباريق أوان ذات عرى وخراطيم ، والكأس بيضاء يستمتع الشارب برؤيتها ويتلذذ بشرب ما فيها ، { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } ليس في أشربة الجنة ما يعقب شاربها وجعا أو مغصا أو مرضا ، أو صداعا ، ولا ما يدخل عليه فسادا يلحقه في خفاء وهو لا يدري ، كما أنها لا تذهب العقل ، ولا توهن البدن ، وقيل عن للتعليل والسببية .
{ وعندهم قاصرات الطرف عين . كأنهن بيض مكنون } ومع عباد الله المخلصين في جنات النعيم نساء قصرن أنظارهن على أزواجهن ، لا يمددن بصرا إلى غيرهم ، واسعات أعينهن ، بلغن الغاية في الجمال ، والصون والعفاف ، كالبيض الذي كنه الريش في العش ، فلم تمسه الأيدي ، ولم يصبه الغبار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.