صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

{ أرأيت الذي ينهى . . . } نهى أبو الجهل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المسجد الحرام ؛ فلما رآه يصلي فيه قال : ألم أنهك عن هذا ؟ ! ألم أنهك عن هذا ؟ ! فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم . فقال أبو جهل : أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا ! أي أخبرني يا من يصلح للخطاب : هذا الطاغي الذي ينهى عبد الله عن الصلاة لربه ؟ ألم يعلم بأن الله يراه ويطلع عليه فيجازيه على هذا الفعل المنكر ! ؟ ورأى تتعدى لمفعولين أولهما " الذي " ، وثانيهما محذوف دل عليه قوله تعالى : " ألم يعلم بأن الله يرى " .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

أرأيتَ : أخبِرني .

وبعد ذلك ضَرب الله لنا مثلا من أمثلة الطغيان ، وذكَره على طريقة الاستغراب والتعجيب .

ثم أعقبَ ذِكره بالوعيد والتهديد فقال : { أَرَأَيْتَ الذي ينهى }

أأبصرتَ يا محمد هذا الطاغي الذي ينهى الناس عن الصلاة ، ويحُول دون عبادة الله !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

{ أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } نزلت في أبي جهل ، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة .

أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنبأنا عبد الغافر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا عبد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسى ، قالا : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، حدثني نعيم بن أبي هند ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : " قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، قال : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، عزم ليطأ على رقبته ، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ، قال : فقيل له : ما لك يا أبا الحكم ؟ قال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار ، وهولاً وأجنحةً . فقال رسول الله صلى عليه وسلم : لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ، قال : فأنزل الله -لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه- : { كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى * أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى } الآيات . ومعنى { أرأيت } ها هنا تعجيب للمخاطب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

{ أرأيت الذي ينهى } يعني أبا جهل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

قوله تعالى : " أرأيت الذي ينهى " وهو أبو جهل " عبدا " وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم . فإن أبا جهل قال : إن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه ، قاله أبو هريرة . فأنزل اللّه هذه الآيات تعجبا{[16215]} منه . وقيل : في الكلام حذف ، والمعنى : أمن هذا الناهي عن الصلاة من العقوبة .


[16215]:أي تعجيبا منه، وهو إيقاع المخاطب وحمله على التعجب (عن حاشية الجمل).
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

ولما أخبر بطغيانه وعجل بذكر دوائه لأن المبادرة بالدواء لئلا يتحكم الداء واجبة ، دل على طغيانه مخوفاً من عواقب الرجعى في أسلوب التقرير ؛ لأنه أوقع في النفس ، وأروع للّب ، لأن أبا جهل قال : " لئن رأيت محمداً يعفر وجهه لأفضخن رأسه بصخرة ، فجاء ليفعل ما زعم فنكص على عقبيه ، ويبست يداه على حجره ، فسئل عما دهاه ، فقال : إن بيني وبينه لهولاً وأجنحة ، وفي رواية : لخندقاً من النار ، وفي رواية : لفحلاً من الإبل ، فما رأيت مثله ، ولو دنوت منه لأكلني " وأصل الحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، فقال : { أرءيت } تقدم في الأنعام أن هذا الفعل إذا لم يكن بصرياً كان بمعنى أخبر ، فالمعنى : أخبرني هل علمت بقلبك علماً هو في الجلاء كرؤية بصرك { الذي ينهى * } أي على سبيل التجديد والاستمرار .