إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

وقولُه تعالَى : { أَرَأيْتَ الذي ينهى * عَبْداً إِذَا صلى } تقبيحٌ وتشنيعٌ لحالهِ ، وتعجيبٌ منهَا ، وإيذانٌ بأنَّها منَ الشناعةِ والغرابةِ بحيثُ يجبُ أنْ يَراهَا كُلُّ منْ يتأتى منْهُ الرؤيةُ ، ويقضي منهَا العجبَ . رُوي أن أبَا جهلٍ قالَ في ملأٍ من طُغاةِ قريشٍ : لئِنْ رأيتُ محمداً يُصلي لأطأنَّ عنقَهُ ، فرآهُ عليهِ السَّلامُ في الصَّلاةِ فجاءَهُ ثُمَّ نكصَ عَلى عقبيهِ ، فقالوا : ما لكَ ؟ قال : إن بيني وبينهُ لخندقاً منْ نارٍ ، وهولاً وأجنحةً ، فنزلتْ . ولفظُ العبدِ وتنكيرُه لتفخيمِه عليهِ السَّلامُ ، واستعظامِ النَّهي ، وتأكيدِ التعجبِ منهُ ، والرؤيةُ هَهُنا بصريةٌ .