" أأنتم أنشأتم شجرتها " يعني التي تكون منها الزناد وهي المرخ والعفار ، ومنه قولهم : في كل ش جر نار ، واستمجد المَرْخ والعفار ، أي استكثر منها ، كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما . ويقال : لأنهما يسرعان الوري . يقال : أوريت النار إذا قدحتها . وورى الزند يري إذا انقدح منه النار . وفيه لغة أخرى : ووري الزند يري بالكسر فيهما . " أم نحن المنشؤون " أي المخترعون الخالقون ، أي فإذا عرفتم قدوتي فاشكروني ولا تنكروا قدرتي على البعث .
ولما كان هذا من عجائب الصنع ، كرر التقرير والإنكار تنبيهاً عليه فقال : { ءأنتم أنشأتم } أي اخترعتم وأوجدتم وأودعتم وأحييتم وربيتم وأوقعتم { شجرتها } أي المرخ والعفار التي تتخذون منها الزناد الذي يخرج منه ، وأسكنتموها النار مختلطة بالماء الذي هو ضدها وخبأتموها في تلك الشجرة لا يعدو واحد{[62209]} منها على الآخر مع المضادة فيغلبه حتى يمحقه ويعدمه { أم نحن } أي خاصة ، وأكد بقوله : { المنشئون * } أي لها بما لنا من العظمة على تلك{[62210]} الهيئة ، فمن قدر على إيجاد{[62211]} النار التي هي أيبس ما يكون من الشجر الأخضر مع ما فيه من المائية المضادة لها في كيفيتها ، كان أقدر على إعادة الطراوة والغضاضة في تراب الجسد الذي كان غضاً طرياً فيبس وبلي ، والآية من الاحتباك بمثل{[62212]} ما مضى في أخواتها سواء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.