صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ خزائن ربك } مقدوراته .

{ هم المصيطرون } الأرباب القاهرون المتسلطون ، حتى يدبروا أمر الربوبية على إرادتهم ومشيئتهم ! والمسيطر : القاهر الغالب ؛ من سيطر عليه : إذا قهره . والمسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب أعماله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

خزائن ربك : خزائن رزقه .

المصيطرون : بالصاد وبالسين : القاهرون ، المسلَّطون ، سيطر عليه : تسلط عليه .

وهل عندهم خزائنُ ربّك يتصرفون بها ، { أَمْ هُمُ المسيطرون } القادرون المدبِّرون للأمور كما يشاؤون . الحقيقة أن الأمرَ ليس كذلك ، بل اللهُ هو المالكُ المتصرف الفعال لما يريد .

قراءات :

قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي المسيطرون بالسين . والباقون بالصاد .

يقال : سيطر وصيطر .

روى البخاري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرِب بالطّور ، فلما بلغ قوله تعالى :

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخالقون ؟ أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض بَل لاَّ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المسيطرون } قال : كادَ قلبي يطير ، وأثّرت فيه هذه الآياتُ وكان ذلك من أسباب دخوله الاسلام .

وكان جبير من الذين وفَدوا على النبي الكريم بعد وقعةِ بدرٍ في فداء أسرى قريش .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

شرح الكلمات :

{ أم عندهم خزائن ربك } : أي من الرزق والنبوة وغيرهما فيخصوا من شاءوا بذلك من الناس .

{ أم هم المسيطرون } : أي المتسلطون الغالبون فيتصرفون كيف شاءوا .

المعنى :

وقوله تعالى : { أم عندهم خزائن ربك } أي من الأرزاق والخيرات والفواضل والفضائل فيخصوا من شاءوا منها ويحرموا من شاءوا والجواب ليس لهم ذلك فلم إذاً ينكرون على الله ما أتى رسوله من الكمال والإفضال ؟ أم هم المسيطرون أي الغالبون القاهرون المتسلطون فيتصرفون كيف شاءوا في الملك ؟ والجواب : لا ، إذاً فلم هذا التحكم الفاسد .

/ذ39

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : أعند هؤلاء المكذبين خزائن رحمة ربك ، فيعطون من يشاءون ويمنعون من يريدون ؟ أي : فلذلك حجروا على الله أن يعطي النبوة عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وكأنهم الوكلاء المفوضون على خزائن رحمة الله ، وهم أحقر وأذل من ذلك ، فليس في أيديهم لأنفسهم نفع ولا ضر ، ولا موت ولا حياة ولا نشور .

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

{ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : المتسلطون على خلق الله وملكه ، بالقهر والغلبة ؟

ليس الأمر كذلك ، بل هم العاجزون الفقراء

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أم عندهم خزائن} يعني أعندهم خزائن {ربك} يعني أعندهم خزائن ربك، يقول بأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا، يقول: ولكن الله يختار لها من يشاء من عباده، لقولهم: {أأنزل عليه الذكر من بيننا} [ص:8]، فأنزل الله تعالى: {أم هم المصيطرون} يعني أم هم المسيطرون على الناس فيجبرونهم على ما شاءوا ويمنعونهم عما شاءوا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: أعند هؤلاء المكذّبين بآيات الله خزائن ربك يا محمد، فهم لاستغنائهم بذلك عن آيات ربهم معرضون.

"أم هم المسيطرون"... اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛

فقال بعضهم: معناه: أم هم المسلّطون...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أم هم المُنْزِلُونَ...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أم هم الأرباب...

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أم هم الجبّارون المتسلطون المستكبرون على الله، وذلك أن المسيطر في كلام العرب الجبار المتسلط، ومنه قول الله: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ يقول: لست عليهم بجبار مسلط.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{أم عندهم خزائن ربك} الآية، أي ليس عندهم خزائن ربك على ما ذكرنا في قوله تعالى: {أم خلقوا السماوات والأرض} أي لم يخلُقوا. فعلى ذلك هذا، ليس عندهم خزائن ربك ولا هم المُصيطِرون. ثم الآية تحتمل وجوها:

أحدها: تحتمل {أم عندهم خزائن ربك} أي الذي منعهم عن اتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المَنَعة التي عندهم، ليست تلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكونوا هم لذلك أحق بالرسالة، أي ليسوا بأحق.

والثاني: يحتمل قوله تعالى: {أم عندهم خزائن ربك} أي علم الغيب، أطّلعوا على ذلك، فعلِموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقوّل على الله تعالى؟ أي ليس لهم علم الغيب...

{أم هم المُصيطرون} أي ليسوا هم المسلّطين على أرزاقهم ولا أرزاق غيرهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(أم عندهم خزائن ربك) معناه أعندهم خزائن نعمة ربك، وخزائن الله مقدوراته، لأنه يقدر من كل جنس على ما لا نهاية له، فشبه ذلك بالخزائن التي تجمع أشياء مختلفة. والمعنى كأنه قال: أعندهم خزائن رحمة ربك فقد أمنوا أن تجيئ الأمور على خلاف ما يحبون...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ} الرزق حتى يرزقوا النبوّة من شاءوا. أو: أعندهم خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختياره حكمة ومصلحة؟ {أَمْ هُمُ المسيطرون} الأرباب الغالبون، حتى يدبروا أمر الربوبية ويبنوا الأمور على إرادتهم ومشيئتهم؟.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أم عندهم خزائن ربك} بمنزلة قوله: أم عندهم الاستغناء عن الله في جميع الأمور، لأن المال والصحة والقوة وغير ذلك من الأشياء كلها من خزائن الله كلها.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}...

المراد من الخزائن خزائن الرحمة...

خزائن الغيب...

.أنه إشارة إلى الأسرار الإلهية المخفية عن الأعيان...

خزائن المخلوقات التي لم يرها الإنسان ولم يسمع بها...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: أهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن، {أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} أي: المحاسبون للخلائق، ليس الأمر كذلك، بل الله، عز وجل، هو المالك المتصرف الفعال لما يريد...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أم عندهم} أي خاصة دون غيرهم {خزائن} ولما كان ذكر الرحمة لا يقتضيه مقصود السورة الذي هو العذاب، لم تذكر كما في ص وسبحان فقيل: {ربك} المحسن إليك بإرسالك بهذا الحديث فيعلموا أن هذا الذي أثبت به ليس من قوله لأنه لا تصرف له في الخزائن إلا بهم، فيصح قولهم: إنك تقولته وحينئذ يلزمهم فضائح لا آخر لها، منها أن يأتوا بحديث مثله بل أحسن منه من تلك الخزائن {أم هم} لا غيرهم {المسيطرون} أي الرقباء الحافظون والجبارون والمسلطون الرؤساء الحكماء الكتبة، ليكونوا ضابطين للأشياء كلها كما هو شأن كتّاب السر عند الملوك فيعلموا أنك تقولت هذا الذكر لأنهم لم يكتبوا به إليك..

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(أم عندهم خزائن ربك؟ أم هم المسيطرون؟).. وإذا لم يكونوا كذلك، ولم يدعوا هذه الدعوى. فمن ذا يملك الخزائن، ومن ذا يسيطر على مقاليد الأمور؟ القرآن يقول: إنه الله القابض الباسط، المدبر المتصرف. وهذا هو التفسير الوحيد لما يجري في الكون من قبض وبسط وتصريف وتدبير. بعد انتفاء أن يكونوا هم المالكين للخزائن المسيطرين على تصريف الأمور!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: إبطال أن يكون لهم تصرف في شؤون الربوبية فيجعلوا الأمور على مشيئتهم كالمالك في ملكه والمدبرِ فيما وُكل عليه، فالاستفهام إنكاري بتنزيلهم في إبطال النبوءة عمن لا يرضونه منزلة من عندهم خزائن الله يخلعون الخلع منها على من يشاؤون ويمنعون من يشاؤون... وقد سُلك معهم هنا مسلك الإِيجاز في الاستدلال بإحالتهم على مجمل أجمله قوله: {أم عندهم خزائن ربك}، لأن المقام مقام غضب عليهم لجرأتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم في نفي الرسالة عنه بوقاحة من قولهم: كاهن، ومجنون، وشاعر إلخ بخلاف آية الأنعام فإنها ردّت عليهم تعريضهم أنفسهم لنوال الرسالة عن الله...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم خزائن ربك } ما في خزائن ربك من العلم بما يكون في غد { أم هم المصيطرون } المسلطون الجبارون

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

" أم عندهم خزائن ربك " أم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويعرضوا عن أمره . وقال ابن عباس : خزائن ربك المطر والرزق . وقيل : مفاتيح الرحمة . وقال عكرمة : النبوة . أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاؤوا . وضرب المثل بالخزائن ؛ لأن الخزانة بيت يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر ، ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها . " أم هم المسيطرون " قال ابن عباس : المسلطون الجبارون . وعنه أيضا : المبطلون . وقاله الضحاك . وعن ابن عباس أيضا : أم هم المتولون . عطاء : أم هم أرباب قاهرون . قال عطاء : يقال تسيطرت علي أي اتخذتني خَوَلاً لك . وقال أبو عبيدة . وفي الصحاح : المسيطر والمصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ومتعهد أحواله ويكتب عمله ، وأصله من السطر ؛ لأن الكتاب يسطر والذي يفعله مسطر ومسيطر . يقال سيطرت علينا . ابن بحر : " أم هم المسيطرون " أي هم الحفظة ، مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه ، فصار المسيطر ها هنا حافظا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ . وفيه ثلاث لغات : الصاد وبها قرأت العامة ، والسين وهي قراءة ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام وأبي حيوة ، وبإشمام الصاد الزاي وهي قراءة حمزة كما تقدم في " الصراط{[14316]} " [ الفاتحة : 6 ] .


[14316]:راجع جـ 1 ص 147.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم } أي خاصة دون غيرهم { خزائن } ولما كان ذكر الرحمة لا يقتضيه مقصود السورة الذي هو العذاب ، لم تذكر كما في ص وسبحان فقيل{[61608]} : { ربك } المحسن إليك بإرسالك بهذا الحديث فيعلموا أن هذا الذي أثبت به ليس من قوله لأنه لا تصرف له في الخزائن إلا بهم ، فيصح قولهم : إنك تقولته وحينئذ يلزمهم فضائح لا آخر لها ، منها أن يأتوا بحديث مثله بل أحسن منه من تلك الخزائن { أم هم } لا غيرهم { المسيطرون * } أي الرقباء الحافظون والجبارون والمسلطون الرؤساء الحكماء الكتبة ، ليكونوا ضابطين للأشياء كلها كما هو شأن كتّاب السر عند الملوك فيعلموا أنك تقولت هذا الذكر لأنهم لم يكتبوا به إليك


[61608]:- زيد في الأصل: رحمة، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.