فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم خزائن ربك ؟ } أي خزائن أرزاق العباد وقيل : مفاتيح الرحمة قال مقاتل : يقول بأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة ، فيضعونها حيث شاؤوا ، وكذا قال عكرمة ، وقال الكلبي : خزائن المطر والرزق ، وقيل : مقدوراته وضرب المثل بالخزائن لأن الخزانة بين يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس ، فلا نهاية لها .

{ أم هم المسيطرون ؟ } أي المسلطون الغالبون القاهرون الجبارون وقيل : الأرباب القاهرون فلا يكونون تحت أمر ولا نهي ويفعلون ما يشاؤون وقرئ بالسين من سيطر عليه إذا راقبه وحفظه وقهره ، ولم يأت على مفيعل إلا خمسة ألفاظ ، أربعة صفة اسم فاعل مهيمن ومبيقر ومسيطر ومبيطر ، وواحد اسم جبل ، وهو المحيمر ، قال في الصحاح : المصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه . وبتعهد أحواله ويكتب عمله . وأصله من السطر لأن الكتاب يسطر . أي أهم الحفظة ؟ قال أبو عبيدة : سطرت على أي اتخذتني خولا لك قرئ المصيطرون بالصاد الخالصة ، وبصاد مشمة زايا .