قوله : { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ } قال عكرمة : يعني النبوة ، وقال مقاتل : أَبِأَيْديهم مفاتيحُ ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا ؟ وقال الكلبي : خَزَائِنُ المَطَر والرِّزق{[53255]} . وقيل : خزائن الرحمة .
قوله : { أَمْ هُمُ المصيطرون } وهذه تَتِمَّةُ الردِّ عليهم ؛ لأنه لما ( قَا ) {[53256]} ل : { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ } أشار على أنهم ليسوا بخزنة الله فعلموا خزائن الله لكن بمجرد{[53257]} انتفاء كونهم خزنة ( لا ) {[53258]} ينتفي العلم لجواز أن يكون مشرفاً على الخَزَنَةِ{[53259]} ، فإن العلم بالخَزَائنِ عند الخازن والكاتب بالخِزَانَة{[53260]} فقال : لستم بخَزَنَةٍ ولا بِكَتَبَة الخزانة المسلطين عليها .
قال ابن الخطيب : ولا يبعد تفسير : «المُسَيْطِرِين » بكَتَبَةِ الخزائن ؛ لأن التركيب يدل على السَّطْر وهو يستعمل في الكِتَابة{[53261]} .
قال أهل اللغة : المُسَيْطِرُ الغالب القاهر من سَيْطَرَ عليه إذا راقبه وَحَفظَهُ أو قَهَرَهُ{[53262]} .
قال المفسرون : المسيطرون المسلطون الجَبَّارُون . وقال عطاء : أربابٌ قاهرونَ ، فلا يكونوا تحت أمرٍ أو نهي يفعلون ما شَاؤُوا . ويجوز بالسين والصاد جميعاً .
وقرأ العامة : المُصَيْطِرُون بصاد خالصة من غير إشْمَامِها زاياً لأجل الطاء كما تقدم في : «صراط »{[53263]} [ الفاتحة : 7 ] .
وقرأ هشامٌ وقُنْبُلٌ من غير خلاف عنهما بالسين الخالصة التي هي الأصل وحفصٌ بخلافٍ عنه{[53264]} .
وقرأ خلاَّدٌ{[53265]} بصاد مشمَّةٍ زاياً من غير خلاف{[53266]} عنه . وقرأ خلادٌ{[53267]} بالوجهين أعني كخَلَفٍ والعامَّةِ . وتوجيه{[53268]} هذه القراءات واضحٌ مما تقدم في أول الفاتحة ، ولم يأتِ على «مُفَيْعِلٍ » إلا خمسة ألفاظ ، أربعةٌ صفةٌ اسمُ فاعل نحن مُهَيْمِن ومُبَيْقِر{[53269]} ، ومُسَيْطرِ ومُبَيْطر{[53270]} وواحد اسم جبل - وقيل : اسم أرضٍ لبني فِزارة - وهو المُجَيْمِر{[53271]} قال امرؤ القيس :
كَأَنَّ ذُرَى رَأسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً *** مِنَ السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ{[53272]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.