الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

قوله : { الْمُصَيْطِرُونَ } : المُسَيْطِرُ : القاهرُ الغالِبُ . مِنْ سَيْطَرَ عليه إذا راقَبَه وحَفِظه أو قَهَرَه . ولم يَأْتِ على مُفَيْعِل إلاَّ خمسةُ ألفاظٍ ، أربعةٌ صفةٌ اسمُ فاعلٍ نحو : مُهَيْمِن ومُبَيْقِر ومُسَيْطِر ومُبَيطِر ، وواحدٌ اسمُ جبلٍ وهو المُجَيْمِر . قال امرؤ القيس :

كأن ذُرا رأسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً *** من السيلِ والغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ

والعامَّةُ " المُصَيْطِرون " بصادٍ خالصةٍ مِنْ غيرِ إشمامِها زاياً لأجلِ الطاءِ ، لِما تقدَّم في { صِرَاطَ } . وقرأ بالسين الخالصة التي هي الأصلُ هشام وقنبل من غير خلافٍ عنهما ، وحفص بخلافٍ عنه . وقرأ خلاَّد بصادٍ مُشَمَّةٍ زاياً من غير خلافٍ عنه . وقرأ خلاَّد بالوجهين ، أعني كخَلَفٍ وكالعامَّةِ . وتوجيهُ هذه القراءتِ كلِّها واضحةٌ مِمَّا تقدَّم لك أولَ الفاتحة .