ثم عطف سبحانه القبيلة الآخرة ، وهي : ثمود على قبيلة عاد فقال : { وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد } وهم قوم صالح سموا باسم جدّهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح . ومعنى { جابوا الصخر } : قطعوه ، والجوب القطع ، ومنه جاب البلاد : إذا قطعها ، ومنه سمي جيب القميص لأنه جيب : أي قطع . قال المفسرون : أوّل من نحت الجبال والصخور ثمود ، فبنوا من المدائن ألفاً وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة ، ومنه قوله سبحانه : { وَكانوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتاً آمنين } [ الحجر : 82 ] وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها ويجعلون تلك الأنقاب بيوتاً يسكنون فيها . وقوله : { بالواد } متعلق ب { جابوا } ، أو بمحذوف على أنه حال من الصخر ، وهو وادي القرى . قرأ الجمهور { ثَمُودَ } بمنع الصرف على أنه اسم للقبيلة ، ففيه التأنيث والتعريف . وقرأ يحيى بن وثاب بالصرف على أنه اسم لأبيها . وقرأ الجمهور أيضاً { بالواد } بحذف الياء وصلاً ووقفاً اتباعاً لرسم المصحف . وقرأ ابن كثير بإثباتها فيهما . وقرأ قنبل في رواية عنه بإثباتها في الوصل دون الوقف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.