فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ} (9)

ثم عطف سبحانه القبيلة الآخرة ، وهي : ثمود على قبيلة عاد فقال : { وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد } وهم قوم صالح سموا باسم جدّهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح . ومعنى { جابوا الصخر } : قطعوه ، والجوب القطع ، ومنه جاب البلاد : إذا قطعها ، ومنه سمي جيب القميص لأنه جيب : أي قطع . قال المفسرون : أوّل من نحت الجبال والصخور ثمود ، فبنوا من المدائن ألفاً وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة ، ومنه قوله سبحانه : { وَكانوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتاً آمنين } [ الحجر : 82 ] وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها ويجعلون تلك الأنقاب بيوتاً يسكنون فيها . وقوله : { بالواد } متعلق ب { جابوا } ، أو بمحذوف على أنه حال من الصخر ، وهو وادي القرى . قرأ الجمهور { ثَمُودَ } بمنع الصرف على أنه اسم للقبيلة ، ففيه التأنيث والتعريف . وقرأ يحيى بن وثاب بالصرف على أنه اسم لأبيها . وقرأ الجمهور أيضاً { بالواد } بحذف الياء وصلاً ووقفاً اتباعاً لرسم المصحف . وقرأ ابن كثير بإثباتها فيهما . وقرأ قنبل في رواية عنه بإثباتها في الوصل دون الوقف .

/خ14