النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ} (9)

{ وثمودَ الذين جابُوا الصّخْرَ بالوادِ } فيه وجهان :

أحدهما : يعني قطعوا الصخر ونقبوه ونحتوه حتى جعلوه بيوتاً ، كما قال تعالى :

{ وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين } قال الشاعر{[3261]} :

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطِلٌ *** وكلُّ نعيمِ لا مَحالةَ زائلُ

وقال آخر :

وهم ضربوا في كل صماءَ صعدة *** بأيدٍ شديد من شداد السواعد .

الثاني : معناه طافوا لأخذ الصخر بالوادي ، كما قال الشاعر :

ولا رأَيْت قلوصاً قبْلها حَمَلَتْ *** ستين وسقاً ولا جابَتْ به بَلَدا

وأما " الواد " فقد زعم محمد بن إسحاق أنه وادي القرى ، وروى أبو الأشهب عن أبي نضرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك على وادي ثمود ، وهو على فرس أشقر ، فقال : أسرعوا السير فإنكم في واد ملعون .


[3261]:هو لبيد بن ربيعة العامري.